من يمرّ في شارع جبيل الرئيسي يرى "النفضة" والحركة التجميلية التي تشهدها واجهات المحال كلها منذ مدة. هذه الحركة تتوّج مساء اليوم بإطلاق بلدية جبيل - بيبلوس مشروع "واجهات سوق جبيل التجارية" في رعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في السوق التجارية في الشارع الروماني. هو مشروع حيوي تجميلي ثقافي سياحي وتجاري يعني كل فئات المجتمع ويعوّل عليه المنظمون كثيراً. فوفق رئيس بلدية جبيل زياد حواط انه مشروع جمالي للسوق التجارية لمدينة يزيد عمرها عن 6 آلاف سنة من الحضارة والتاريخ، "اذ اننا اقتبسنا من التاريخ والثقافة لإبراز جمالية جبيل مع الحفاظ على روحها وقديمها في صورة مجملة وفي الوقت عينه مراعاة تاريخ المدينة وعدم المس به وبعراقتها".

اما تجارياً فهو اصرار من البلدية على انماء التجارة ودعم التجار، وفي الوقت عينه دعم الشباب وحضهم على الاهتمام بالتجارة، المهنة التي اشتهرت بها بيبلوس قديماً، وتطورها وبالتالي على بقائهم في المدينة، مما يساهم في دعم العملية الاقتصادية وتشجيع المستثمرين للمجيء الى جبيل.

يقول حواط لـ"النهار" ان المشروع قسّم 3 مراحل: الاولى، تأهيل الشارع الممتد من السرايا حتى مفرق الميناء، الثانية الشارع الممتد من السرايا الى سنترال جبيل، والثالثة، الشارع الروماني صعوداً ونزولاً. واليوم افتتاح المرحلة الاولى من المشروع.

في البرنامج سيعرض وثائقي عن انجازات بلدية جبيل خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وآخر عن سوق جبيل وتاريخها قبل ترميمها وبعده، الى كلمات للرئيس سليمان وحواط والدكتور فرنسوا باسيل، اذ ان بنك بيبلوس هو مموّل المرحلة الاولى من المشروع.

ويشدد حواط على نجاح المشروع: "ما يهمّنا ابرازه، اضافة الى تحسين مدينتنا، ازالة الصورة السوداء من أذهان المواطنين عن الوضع في لبنان. فثمة نقطة مضيئة في لبنان هي جبيل التي نالت جوائز عالمية وعربية، هذه الصورة الجميلة يجب تعميمها على كل مناطق لبنان، وهي صورة العيش المشترك والتوافق بين كل الطوائف. قد نختلف في السياسة وفي المواقف، لكن هدفنا جميعاً تحسين مدينة جبيل وتطويرها والحفاظ عليها وابرازها كنموذج، علّ هذه الصورة تعمّم على كل المناطق وتكون مثالاً على الجميع ان يحتذيه. وبذلك نكون نساهم في بناء وطننا والحفاظ عليه وعلى مستقبل الشباب فيه كي يعيشوا معاً وينالوا ابسط حقوقهم".

يذكر ان بلدية جبيل أطلقت سلسلة من المشارع بهدف انماء المدينة، منها اطلاق المجمع الرياضي البلدي قريباً، الحديقة العامة وهي متنزه ومتنفس لكل ابناء جبيل وللزوار، كما انها معلم سياحي تضاف الى المعالم السياحية الكثيرة الموجودة في المدينة. الى اطلاق متحف الابجدية قريباً وقصر المؤتمرات والقصر البلدي، اضافة الى انشاء حدائق عامة من اجل إيجاد فسحات خالية من السيارات لتسهيل مرور السياح في المدينة القديمة في طريقة بيئية سليمة. وفي جعبة البلدية المزيد من النشاطات والمشاريع.