أشارت صحيفة "المستقبل" إلى أن "قيادة "حزب الله" رددت أسئلة مفادها "هل فعلاً نحن مخترقون؟ ومن هي الجهة التي تخترقنا؟"، وذلك بعد ساعات قليلة على وقوع متفجرة ​الرويس​ إذ لا يُمكن لأي شخص أو جهة أن يجول بسيارة محمّلة بالمتفجرات داخل أحياء الضاحية الجنوبية من دون أن يملك تفاصيل دقيقة ومعلومات أكيدة حول طبيعة المنطقة والمكان الذي ينوي التفجير فيه وهذا بالطبع يحتاج إلى أمرين لا ثالث لهما، إمّا أن يكون واضع العبوة قد دخل إلى المنطقة المستهدفة أكثر من مرّة قبل أن يضعها وتعرّف على أحيائها والطرق التي تصل مناطقها بعضها ببعض، وإمّا أن تكون هناك جهة تعرف طبيعة المنطقة وتتردد اليها بشكل منتظم هي من ساعدت الجهة المنفذة على إدخال السيارة المفخخة في ذلك اليوم"، لافتة إلى أن "المعلومات تؤكد أن "حزب الله" وضع يده فعلاً على طرف الخيط الذي يوصله إلى تحديد الجهة التي تقف وراء متفجرة الرويس لكن هذا بالتأكيد لا يعني أنه تمكّن من تحديد هويّة الأسماء او المناطق التي ينتمي إليها هؤلاء وما إذا كان من بينهم لبنانيون، وهذه المعلومات حصل عليها بعد أسابيع على وقوع المتفجرة من خلال تحقيقات ومتابعات ميدانية بين مسؤولين أمنيين في الحزب وبين جهات حليفة له تخللها لقاءات مكثّفة في إحدى "الكافيتيريات" على طريق المطار، وليتبين لاحقاً أن مسؤول أمن "القيادة العامة" التابعة لأحمد جبريل في بيروت المدعو أبو راتب، قد ألقى القبض على عناصر تنتمي إلى المعارضة السورية، ليفرج عنهم لاحقاً لقاء حصوله على مبلغ عشرة آلاف دولار أميركي".

وأضافت الصحيفة أنه "بعد حصول "حزب الله" على هذه المعلومات أخضع المسؤول المذكور لمراقبة شديدة على يد جهازه الأمني المميّز المعروف بـ"الأمن المضاد" أفضت في نهاية الأمر إلى التأكد من أن للمدعو أبو راتب علاقات بمجموعات جهادية وسلفية معارضة للنظام السوري ونتج عن هذه العلاقات بيعه لهذه الجهات مجموعة متطورة من الأسلحة والصواريخ كانت استلمتها جماعة جبريل من الحزب قبل حرب تموز بأسابيع قليلة الامر الذي اضطر فيه الأخير إلى إرسال مجموعة من القياديين العسكريين لديه، لإجراء فحوص وتدقيق على كل مخازن السلاح التابعة للقيادة العامة في لبنان في كل مواقعها في البقاع وبيروت والجبل"، مؤكدة أن "ضباطاً عسكريين من "حزب الله" قاموا منذ اسبوعين تقريباً بإحصاء كميات الصواريخ وأنواع الأسلحة الموجودة لدى جماعة جبريل وسجّلوها في كشوف، ووثقوها بالصور من أجل ضمان عدم انتقالها مجدداً من مخازنها إلى المعارضة السورية، وأن التقارير المفصّلة التي وضعت على طاولة الحزب لاتخاذ القرار المناسب حول مستقبل هذا السلاح سواء سيترك في عهدة القيادة العامة تحت المراقبة أو سينتقل إلى مخازن سلاح "حزب الله" مجدداً قد أدخل الخوف والشك إلى قلب أبو راتب الذي عمد في الأسابيع الماضية إلى التقليل من إقامته في منزله الثاني الواقع في الضاحية الجنوبية ليلازم بشكل يومي منزله في مخيم برج البراجنة بعد أن رحّل عدداً من أبنائه إلى دول أوروبية عبر مطار بيروت".

ولفتت إلى أن "المعلومات تُفضي إلى أن أجواء من عدم الثقة تسود العلاقة بين "حزب الله" و"القيادة العامة" خلال المرحلة الراهنة على عكس المرحلة السابقة التي كان يتعامل فيها الحزب مع جماعة جبريل بنوع من الاطمئنان والثقة الزائدة خصوصاً مع اكتشاف الأول مجموعة كبيرة من الاختراقات الأمنية داخل هذه الجماعة في لبنان وهو ما يُعد ضربة جديدة لحلف تبيّن أن ما كان يجمعه في الأصل أقل بكثير مما يفرّقه، لكن "حزب الله" اليوم يجد نفسه مضطراً الى التغاضي عن الخيانات التي يتعرّض لها على يد "الحلفاء" إلى أن يأتي يوم ويجد نفسه في حِلّ من هذا الاضطرار".