أكد قادة عسكريون في الجيش السوري الحر لصحيفة "الحياة" أن "التقدم الذي حققته المعارضة السورية قرب حدود ​الأردن​ خلال الأيام القليلة الماضية، سبب قلقاً لدى السلطات الأردنية، التي تخشى كما يبدو نفوذ الكتائب الإسلامية المتشددة"، مشددين على "سعيهم إلى طمأنة عمان من خلال تفاهمهم مع القوى السلفية المقاتلة على مغادرتهم المعابر الحدودية عقب السيطرة الكاملة عليها".

وأكدت مصادر حكومية أردنية للصحيفة أن "عمان لن تعترف بشرعية المعارضة السورية على المعابر المحررة، كما لن تسمح باقتراب القوى المتطرفة من أراضيها".

ونقلت الصحيفة عن وزير بارز في الحكومة الأردنية قوله أن "بلاده ليست في وارد الاعتراف حالياً بسيطرة المعارضة على المعابر الفاصلة بين الأردن وسوريا"، موضحا أن "أكثر ما تخشاه العاصمة الأردنية هو خطر كتائب إسلامية متشددة التي تحكم سيطرتها على أجزاء كبيرة من هذه المعابر"، مشيرا إلى أن "الأردن يراقب الوضع عن كثب قرب الحدود، ولا يريد تحت أي ظرف أن ينتقل خطر الكتائب المتطرفة إلى أراضيه تحت أي لافتة، حتى لو كانت إنسانية"، مؤكدا أن "عمان ستلجأ إلى غلق معبر نصيب، في حال سقط بيد المعارضة المسلحة".

ولفت قائد العمليات في الجيش الحر ياسر العبود إلى "أننا نقوم الآن بتحرير معابر سيادية ذات طابع دولي، وإذا أراد الأشقاء في الأردن أن يتبادلوا المنافع التجارية عبر هذه المعابر فنحن على أتم الاستعداد، ولدينا عناصر قادرة بالفعل على إدارة المعابر إن شاء الله".

بدوره، أوضح قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الحر وقائد "لواء اليرموك" بشار الزعبي أن "قلق الأردن مفهوم ومبرر، لأن وجود كتائب إسلامية على حدوده قد يسبب لها الحرج"، قائلا: "أكدنا للأخوة الأردنيين أن عناصر جبهة النصرة والمجموعات السلفية الأخرى ستنسحب من المعابر نهائياً حال انتهاء المعارك، ونأمل أن يتفهموا الموقف".

وأشار إلى "اننا نستطيع القول إننا نسيطر اليوم على نحو 95 في المئة من كامل الحدود مع الأردن، من معبر نصيب مروراً بكامل الشريط الحدودي من جهة الغرب بات الأمر تحت السيطرة"، لافتا إلى أن "العمل جار حالياً على تحرير آخر مركز يتبع هجانة النظام يقع عند منطقة تدعى مغر صالح، وهي قريبة أيضاً من الأردن، ونتوقع السيطرة عليها في غضون الساعات المقبلة".