صيدنايا ثاني المدن السورية أهمية من الناحية الدينية بالنسبة للمسيحيين بعد بلدة معلولا.

المدينة التي تحتضن معالم دينية وأثرية تاريخية بارزة كانت منذ بداية الاحداث في سورية عرضة لهجمات المسلحين الذين سيطروا على مناطق قريبة منها كرنكوس وبدا وتلفيتا.

فلم يعد الطريق نفسه من دمشق الى صيدنايا والمسار المعتاد الذي كان يسلكه اليها المصطافون مروراً ببرزة والتل بمحاذاة تلفيتا وبدا بات خطراً حالات خطف وقنص تعرض لها المدنيون على هذا الطريق مرات عدة ما دفع الجيش السوري الى اغلاقه وتحويل الطريق اليها عبر معربا ومعرونة مروراً بالمعرة.

تصادفك في الطريق الى صيدنايا حواجز ونقاط تفتيش بعضها تابع للجيش السوري واخرى تابعة للجان الشعبية المشكلة من اهالي المدينة نفسها والذين أخذوا على عاتقهم حماية مدينتهم التي تتمتع بتنوع طائفي ككل المدن السورية.

يجمع اهالي المدينة على أن ما حصل لجارتهم معلولا ليس من المسموح تكراره في صيدنايا فالدرس القاسي الذي تلقته معلولا حفظه الصيدناويين وتجندوا خدمة لوطنهم ودفاعاً عن مدينتهم .

1 - معركة القلمون.

حركة طبيعية تعيشها المدينة الريفية ويتناوب أهلها على حراستها ليلاً نهاراً بمساعدة وحدات من الجيش السوري أخذت على عاتقها مهمة تدريب وتسليح الشبان في المدينة وتحضيرهم لأي مواجهة قريبة يمكن أن تحصل مع بداية الحملة العسكرية التي يحضر لها الجيش السوري لاستعادة مرتفعات القلمون الاستراتيجية حيث يجمع كثيرون أن المواجهة باتت قريبة ومحتمة وأن الاستعدادات واجبة على أهالي المدينة كي لا تكون صيدنايا لقمة سائغة للمسلحين المرتزقة.

يقول أحد شبان صيدنايا الذي يناوب على أحد الحواجز في المدينة ما حصل في معلولا أثر بشكل مباشر علينا حتى أن شباناً من صيدنايا ذهبوا الى معلولا وقاتلوا المسلحين فيها وعادوا الى هنا لحماية مدينتهم من أي ضرر يمكن أن يصيبها.

2 - المعرّة شقيقة صيدنايا.

علاقات تاريخية تربط أهالي صيدنايا والمعرة ينادي الصيدناويين شبان المعرة بـ الخال أو الشبين للدلالة على الروابط الاجتماعية بين المدينتين حيث كثير من العائلات في صيدنايا تربطها علاقات زواج وقربى مع عائلات في المعرّة ويجمع أهالي المدينتين أن مصيرهم واحد في السرّاء والضراء وأن أي ضرر قد يصيب صيدنايا سيرتد سريعاً على المعرة التي لا تبعد الا كيلومترات قليلة عنها ما دفع أهالي المدينتين للتنسيق فيما بينهم لحماية حدودهم من أي هجوم محتمل يمكن أن يشنه المسلحون في أي وقت هناك أستنفار دائم وحذر شديد من الغرباء فرضته الظروف العصيبة التي تمر بها سورية فالغرباء من الشيشان والافغان والليبيين وغيرهم من المجاهدين باتوا ثواراً سوريين يدافعون عن الحرية والعدالة الاجتماعية.

3 - مقاتلون معقدنون.

تنقسم المجموعات المقاتلة المسؤولة عن حماية صيدنايا الى جانب وحدات من الجيش السوري بين لجان شعبية ودفاع وطني اضافة لمجموعات تابعة لأحزاب سورية أخذت على عاتقها مهمة تنسيق وتنظيم المجموعات لزيادة فاعليتها.

حيث تعتبر صيدنايا بيئة خصبة سياسياً وحزبياً منذ زمن بعيد ومعقلا تاريخيا لأحزاب سورية وطنية عريقة تنشط فيها منذ ثلاثينيات القرن الماضي وفيها عدد ليس بقليل من المنتمين الى صفوف هذه الاحزاب والذين تجندوا مع بداية الاحداث للدفاع عن المدينة واهلها كما فعلوا في بقية المناطق السورية كالسويداء ووادي النصارى وادلب وحمص وغيرها من المناطق المتواجدين فيها حيث حصلت هذه الاحزاب على رصيد مضاعف أولا من ناحية الدفاع عن المناطق التي تتواجد فيها وثانياً لمشاركتها في جهود المصالحات التي حصلت بين اهالي صيدنايا والقرى المحيطة بها والتي دخلها المسلحون وسيطروا عليها.

4 - قطريون في قلب صيدنايا.

في صيدنايا تنتشر القصور الفخمة التي تعود الى شيوخ خليجيين أغلبهم من القطريين كانت في السنوات القليلة التي سبقت بداية الاحداث في سورية مقصدهم في الصيف اليوم أصبح عدد من هذه القصور تحت سيطرة أهالي صيدنايا والجيش السوري حيث جعلوها نقاط حراسة لهم على تخوم المدينة فيما بقي عدد من القصور محايدا نتيجة عدم ثبوت تورط اصحابها الخليجيين في تمويل المسلحين ومدهم بالمال والسلاح ولا تزال هذه القصور في عهدة النواطير الذين وظفهم الخليجيون لصيانتها وحفظها.

5 - رجال ونساء في خدمة الوطن.

في صيدنايا لا فرق بين رجل وأمراة فالقذائف التي سقطت وتسقط على هذه المدينة لم تميز بين رجل وامرأة ومسيحي ومسلم بل استهدفت سوريين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم. فكثيراً ما تشاهد النساء يقفن جنباً الى جنب مع الرجال يتدربن على السلاح والتكتيك العسكري للدفاع عن أرضهمن ووطنهن هنا ارض وتاريخ ومستقبل يدافع عنه اصحابه هنا نسخة مصغرة عن النسيج السوري الموحد لا مكان للتراجع... معلولا سقطت غدراًً... صيدنايا معركة أخرى لن تسقط .