وجه نائب الرئيس السوري السابق ​عبد الحليم خدام​ رسالة الى الشعب السوري لافتا فيها الى أنه "حرصت أن أكون صريحا وواضحا نظرا للخطورة التي يتعرض لها شعبنا ووطننا والتي أنتجها النظام الحاكم بقيادة السفاح ​بشار الأسد​ مدعوما من ايران وروسيا في ظل موقف عربي ضعيف وموقف دولي متردد".

وأوضح أنه "عندما يتعرض شعب لعدوان خارجي أو داخلي يوحد صفوفه ويحشد طاقاته ويتخلى أبناؤه عن طموحاتهم وتطلعاتهم ليكون الهدف واحدا لجميع أبناء الشعب في مواجهة العدوان وبالنسبة لشعبنا اسقاط النظام القاتل ومحاسبة الذين ارتكبوا جرائم القتل والابادة والتهجير والاذلال، لكن الوضع الحالي في سوريا غير ذلك فكثرت الانقسامات والتكتلات والتناقضات والخلافات في وقت يقوم به السفاح بشار الأسد بارتكاب جرائمه"، معتبرا أن "الأمر الأكثر خطورة امتداد الانقسامات الى مقاتلي الثورة وأعضاء المجموعة العسكرية".

ورأى في رسالته أن "الموضوع الساخن في الساحتين الدولية والسورية موضوع مؤتمر جنيف الذي اتفقت على عقده الولايات المتحدة وروسيا من دون تحديد أهداف هذا المؤتمر ومن دون الأخذ بالاعتبار طبيعة العدوان الذي يتعرض له شعبنا، ولا عجب في ذلك فروسيا شريكة النظام القاتل وحاميته والولايات المتحدة مكتفية بالتصريحات بدون اتخاذ اجراءات عملية وجدية لانقاذ الشعب السوري بالاضافة الى ذلك لم تحدد الدولتان الجهات التي ستشارك في المؤتمر من دول وهيئات وتنظيمات".

وتابع "ولفت نظري ما تسرب من معلومات عن موافقة الائتلاف من مشاركة في مؤتمر جنيف ومن جهة ثانية التصريحات التي أعلنها في قناة "العربية" عدد من أعضاء الائتلاف والتي تكشف الكثير من الالتباس"، مستطردا "أحد الأعضاء أعلن استعداد الائتلاف للحوار مع فاروق الشرع بدون أن يأخذ بالاعتبار أن ليس للشرع سلطة والسلطات جميعها للطاغية بشار الأسد، كما لم يأخذ بالاعتبار أن من الأهداف الرئيسة والتي لا يمكن التنازل عنها تغيير بنية القوات المسلحة وأجهزة الأمن التي استخدمت في ارتكاب جرائم القتل والتدمير واستمرار هاتين المؤسستين مع استمرار سيطرة أنصار النظام على مؤسسات الدولة سيفتح الطريق الى عودة بشار الأسد الى السلطة مرة ثانية عبر انتخابات تجريها الحكومة الانتقالية في ظروف قاسية يعانيها السوريون".

وزاد "الهدف المعلن من تشكيل حكومة انتقالية لا يكون فيها السفاح بشار الأسد وانما ممثلوه هذه الحكومة ستكون عاجزة ولن تستطيع بحكم تركيبها أن تتخذ قرارا وبالتالي سيبقى الوضع على ما هو عليه من السوء والخطر، وقد يؤدي تشكيل هذه الحكومة وانقسامها بعد التشكيل بسبب خلافاتها الى قرار دولي بتقسيم سوريا وهذا بالضبط ما حدث في قضية فلسطين في آواخر عقد الأربعينات".

وأشار الى أن "عضوا آخر اشترط للمشاركة في مؤتمر جنيف بناء جسور الثقة بين المعارضة والنظام وقد فوجئت بمثل هذا التصريح فكيف يمكن بناء جسور الثقة بين نظام قاتل قتل مئات الألوف من السوريين وشردهم وأذلهم وهدم قراهم ومدنهم؟ ان مثل هذه الجسور لم تقم في التاريخ القديم والحديث بين نظام قاتل وبين شعب تعرض للقتل والابادة والمعاناة القاسية، وعضو ثالث اشترط دعم الدول العربية والاسلامية للموافقة على المشاركة في مؤتمر جنيف، فهل يستطيع هذا العضو أن يوضح القدرات التي لدى الدول العربية والاسلامية حتى تنفذ ضمانتها؟".

وتمنى خدام في رسالته أن "لا يتصرف الائتلاف على أساس أنه يمثل الشعب ويقوده لسببين: الأول لا يستطيع الائتلاف حمل هذه المسؤولية والأمر الثاني الواقع على الأرض غير ذلك فأي تصرف باسم الشعب السوري سيزيد من حدة الانقسامات في البلاد ويعطي قوة للنظام القاتل، كما أن التمثيل له مصدران اما انتخابات شعبية أو عقد مؤتمر وطني يضم ممثلين عن مختلف القوى المقاتلة السورية من دون استثناء والتنظيمات العسكرية والقوى السياسية وعدد من أهل الكفاءة والعلم".

ورأى أن "عقد هذا المؤتمر أصبح ضرورة وطنية ملحة لانقاذ شعبنا من جهة ولدراسة الأوضاع الراهنة ومنها مسألة مؤتمر جنيف ليتحمل المؤتمر مسؤوليته في القبول أو الرفض حتى لا يؤدي الانفراد الى أوضاع مؤلمة وسيئة. وعلينا أن نرى بوضوح أن النظام وأنصاره موحدوا الموقف ويرتكبون جرائمهم وفي الوقت ذاته فان قوى الثورة مشتة مفككة".

ورأى أن "الوضع الخطير وما يحاك على سوريا في الخفاء لا يواجه الا بوحدة السوريين".