حاول البعض في لبنان زجّ المقاومة وسراياها في أتون صراعهم السياسي والطائفي، وذلك نتيجة الخسائر التي تكبدوها بغبائهم وعدم قدرتهم على الإدراك.

لبنان ليس كباقي البلدان العربية والإسلامية، لأنه يحوي أكثر من 18 طائفة، وكل طائفة فيها الكثير من التنوع، وليس من السهل أن يخترق أحد الآخر، أو أن يفرّق أحد عن الآخر، لكن القضية الوحيدة التي تجمع الكل: القدس وفلسطين.

من غبائهم، خصوصاً في الآونة الأخيرة، إيهام الرأي العام بأن سرايا المقاومة هي مجموعة تعمل على إشعال الفتنة والاعتداء على المواطنين، وتنزل إلى الشوارع لزرع الرعب والخوف في الأحياء، وترافق ذلك مع حملة تضليل إعلامية لإيهام المجتمع العربي والدولي ألا جدوى من المقاومة وسلاحها، بعد أن تحوّل إلى "سلاح فتنة"، والأخطر من ذلك عقدهم ندوات وحلقات لربط المقاومة وسراياها بتنظيمات متطرفة، كـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، أو ما يعرف بـ"داعش"، وهو تنظيم مسلّح تبنّى العديد من العمليات الإجرامية داخل العراق وسورية، ولديهم ممارسات لاإنسانية، وبعيدة عن جوهر الإسلام.

وعلى الرغم من أن العدو المعلَن للجماعات المتناحرة في سورية هو النظام السوري، إلاّ أن الخلافات وقعت بين المجموعات، وكانت آخرها اشتباكات اعزاز، ومعظم مقاتليهم من الأجانب الذين جاءوا إلى "الجهاد" في سورية، لكن أين هم من فلسطين؟

أما السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال "الإسرائيلي" فلم تكن في يوم من الأيام إلاّ جزءاً من المقاومة التي صنعت النصر وحمته، فالهدف من تأسيسها في العام 1997 كان إشراك أكبر عدد من اللبنانيين في العمل المقاوم ضد العدو "الإسرائيلي"، وإيجاد بيئة حاضنة للمقاومة على أكبر مساحة ممكنة على أرض الوطن، والسرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال "الإسرائيلي" نفذت أكثر من 380 عملية نوعية ضد العدو حتى عام 2000، وبقيت محافظة على الجهوزية الكاملة حتى بعد التحرير.

سرايا المقاومة هي للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات، وهي مع المقاومة خط الدفاع الأول عن لبنان وحمايته من الغطرسة الصهيونية واعتداءاته المتواصلة، كانت وما زالت وستبقى ضرورة وطنية ودينية للدفاع عن الأرض والمقدسات.

المقاومة ببساطة وسراياها باقون، مادام هناك احتلال وأسرى في سجون الصهاينة، ومادامت القدس تنزف، والأقصى يتعرض لخطة ممنهجة ترمي إلى السيطرة عليه وتغيير معالمه، وما دامت القدس تعاني من التهويد والتهجير والطرد، وتغيير البنية الديمغرافية وهدم المنازل ومنع البناء، وتدنيس واستهداف المقدسات.. في ظل السبات العربي القاتل.

نعم، المقاومة وسراياها باقون على نهج واضح من أجل القدس والأرض التي باركنا حولها، وسيبقى الفرق بينها وبين "داعش".. فلسطين.