رأى أمين سر حركة التجدد الديمقراطي ​أنطوان حداد​ أن "ما يجري في طرابلس مأساة وطنية-انسانية ومهزلة سياسية، حيث تكشفت الاهداف واللاعبين والمحركين من داخل الحدود وخارجها كما تكشف التقصير الفاضح من قبل السلطات والاجهزة الامنية الرسمية وتركها الوضع الامني يتفاقم خدمة لهذه الاهداف".

واوضح في حديث اذاعي ان "ما يجري منذ سنوات في عاصمة لبنان الثانية هو حرب مفتعلة بين جبهتين افتراضيتين هما جبل محسن وباب التبانة، فيما جهة واحدة، أي النظام السوري، هي التي تتحكم بتوقيت المعارك ومسارها وتطورها وفقا لحاجاتها الاستراتيجية".

وأشار حداد الى انه "بمعزل عن الانتماء المذهبي الذي يستخدم كذريعة للتسلح، فان المسلحين في جبل محسن لا يخفون ولاءهم للنظام السوري وهميتخذون من المدنيين دروعا بشرية، فيما المسلحون في الجهة المقابلة مبعثرون سياسيا وهم عرضة للاختراق والتشغيل بطريقة مباشرة او غير مباشرة من جهات عدة بما فيها المخابرات السورية".

ولفت الى ان "الجولة الاخيرةمن العنف اندلعت بعد تكشف ضلوع احد مسؤولي الحزب العربي الديموقراطي في تفجيرات المسجدين في طرابلس، كما انها تتم بالتزامن مع تهديدات النظام السوري بفتح جبهة القلمون السورية، والأمران يصبان في خانة خدمة اهداف النظام السوري".

وأكد حداد ان "السبيل الوحيد لوقف هذه المهزلة-المأساة التي تتم على حساب أرواح وأرزاق اهل طرابلس من كل الطوائف هي بالحسم العسكري من قبل الجيش والقوى الامنية التي يفترض انها تعمل لدى رب عمل واحد هو الدولة اللبنانية وان تنتشر في عمق المناطق الملتهبة وتنزع السلاح وتوقف المخلين وليس ان تكتفي بالفصل فيما بينهم او توزع توفير الحماية لهم فيما بين الاجهزة".

واعتبر حداد ان "وجود حكومة كاملة الصلاحيات يساعد حتما في حل مأساة طرابلس، وقد آن الآوان لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف لكسر الحلقة المفرغة التي ندور بها منذ سبعة أشهر واخراج التشكيلة التي ترضي ضميرهما الوطني الى النور، وتكون على أعلى درجة ممكنة من الميثاقية والا تكون حكومة تحد أو مواجهة أو تغليب فريق على آخر، واذا نالت هذه الحكومة ثقة المجلس تبدأ بمعالجة أمور المواطنين الادارية والمعيشية وتفعيل عجلة الاقتصاد، واذا لم تنل الثقة يكلف رئيس جديد لتشكيل الحكومة".

وأوضح ان "التريث في تشكيل الحكومة لم يعد مجديا، ولامحاولة نيل الموافقة المسبقة للأفرقاء السياسيين، لأن معظم هؤلاء باتت اولوياتهم اقليمية وليس لبنانية. فحزب الله مثلا يريد تشريع تدخله في سوريا الذي يندرج في خانة الاستراتيجية الايرانية، فيما قوى 14 أذارترفض خدمة هذه الاهداف. بالتالي أمامنا طريقتان: اما ربط أنفسنا بالحرب الجارية في سوريا، بانتظار التسوية البعيدة التي لا نعرف متى تتم، أو أن نقوم بتشكيل حكومة في لبنان بمعزل عن ما يجري في سوريا، وانا أحبذ الطريقة الثانية".

ورأى حداد ان "لا فائدة بالنسبة للبنان من من حضور مؤتمر جنيف-2 الا اذا كان قادرا على التعبير عن سياسة النأي بالنفس ودرء اخطار انتقال نار الحرب اليه، وهذا الامر غير ممكن مع وزير الخارجية الحالي الذي يخشى من ان يتولى الدفاع عن النظام السوري بدل التعبير عن اعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس".