بالرغم من كل الاشارات السلبية التي تستمر المعارضة السورية بارسالها مصوّبة على جنيف 2 واعلان المجلس الوطني السوري بوقت سابق مقاطعته للاجتماع الدولي المنتظر، يبدو أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة، أكبر تشكيلات المعارضة السورية، يتجه للمشاركة بجنيف 2 ولو على مضض.

وفي هذا الاطار، كشف المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني ​لؤي صافي​ لـ"النشرة" أن الائتلاف اتخذ من حيث المبدأ قرار المشاركة بالرغم من انعدام الثقة بالنظام السوري نتيجة سياساته السابقة وتخلفه عن معظم وعوده. وقال: "نشعر وكأن هناك صفقة تمت بين الروس والأميركيين على حسابنا وعلى حساب ثورتنا لذلك نطالب المجتمع الدولي بخطوات لبناء الثقة المفقودة على أن يبدأ ذلك من خلال فك النظام الحصار عن المدن والقرى، ايقاف عمليات القصف وصولا للافراج عن المعتقلين".

ويبدو الموعد الذي حدده أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، لانعقاد المؤتمر الدولي الثاني الخاص بسوريا، في 23 و 24 من الشهر المقبل موعدا "مطاطا" في ظل اصرار قوى المعارضة على تأمين الظروف الملائمة له واعتبارها أن الظروف الحالية لن تؤمّن نجاحه.

وأشار صافي الى أن الموعد السابق ذكره كان قد اقترحه المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي وهو ليس موعدا نهائيا، باعتبار انه وقبل تحديد الموعد يتوجب تهيئة الظروفة المناسبة. وأضاف: "طالبنا بوضع جدول زمني محدد لعملية انتقال السلطة وتنفيذ بنود جنيف 1 و2 وقد لمسنا تجاوبا أميركيا وأوروبيا في هذا الشأن إلا أننا لم نسمع أي شيء من طرفي روسيا والنظام".

وتتمسك المعارضة السياسية بوجوب إبداء النظام صراحة استعداده لنقل السلطة قبل التوجه الى جنيف 2، وهو ما ليس حاصلا، بحسب صافي، الذي أضاف: "حتى أننا لم نسمع بعد من روسيا وأميركا تفسيرا واضحا لمؤتمر جنيف مل يطرح أكثر من علامة استفهام ويجعل موعد انعقاده بعيدا".

ولا ينفي صافي وجود خلافات كبيرة داخل الهيئة العامة للائتلاف الوطني حول وجوب المشاركة بجنيف 2 أو عدمه خاصة أن فريقا واسعا من الائتلاف والمتمثل بالمجلس الوطني لا يزال على موقفه المقاطع.

قرار المشاركة المبدئي الذي اتخذه الائتلاف يقابله قرار صارم بالرفض في جبهة المعارضة المسلحة. ففيما لم يتوان "المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر" بارسال "جنيف 2" الى الجحيم حين قال ببيان له: "فليذهب جنيف2 إلى الجحيم في حال لم يأخذ المجتمع الدولي موقفا حاسما تجاه المجازر المروعة الممارسة في حق المدنيين"، انضم11 فصيلا في المعارضة العسكرية، لاعلان رفض المؤتمر الدولي أيضا معتبرين انّه "لم ولن يكون خيار الشعب السوري ومطلب ثورته".

وفي هذا السياق، أكد نائب قائد "الجيش السوري الحر" العقيد ​مالك الكردي​ اجماع قوى المعارضة المسلحة على عدم رغبتها بحضور جنيف 2، "لأنّه لا توجد معالم واضحة عما يمكن أن ينتجه، خصوصًا أنّ ما يطرح لا يتضمن الحديث عن رحيل الأسد لا بل يلمح لبقائه".

وسأل الكردي في حديث لـ"النشرة": "ما الفائدة المرجوة اصلا من هذا المؤتمر والكل يعلم ان ملامح الحل العسكري هي التي تفرض ذاتها أكثر فأكثر"؟!

وجزم الكردي باستمرارية المعارضة السورية بالحل العسكري بالرغم من كل الصعوبات التي تواجهها وتخلي المجتمع الدولي عنها وتطور العلاقات الايرانية الأميركية على حساب الثورة السورية. وقال: "نحن لا نرى أصلا امكانية لحل غير عسكري".

وتخوف الكردي من "معارضة على قياس النظام يتم تصنيعها لمفاوضته على طاولة جنيف 2"، مشددا على أن كل ما يتفق عليه الطرفان لن يكون له أي ارتدادات على أرض الواقع.

وعن المساعدات التي تصل للمعارضة المسلحة بعد سحب أميركا يدها رسميا من الموضوع، أشار الكردي الى أن السعودية وقطر لا تزال تدعمان الشعب السوري سياسيا وماديا، لافتا في الوقت عينه الى صعوبة الوضع في الداخل السوري مع تفاقم حالة الموت جوعا.