أكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال ​علي حسن خليل​ أن "الوجود المسيحي في الشرق لا يعني المسيحيين فحسب، بل هو يعني المسيحيين والمسلمين على حد سواء"، معتبرا أن "لا وجود للبنان ولا وجود للشرق إلا بوجود المسيحيين".

كلام خليل جاء خلال تدشينه أحد الأقسام في مستشفى تل شيحا في زحلة.وشدد على أنه "من مسءوليتنا كمسيحيين ألا نسمح لأولئك الذين يخططون لإفراغ الشرق من مسيحييه في أن ينجحوا في هذا المخطط الذي يفقد منطقتنا روحها التي تميزت بها على الدوام، فلا مشرق ولا أمة عربية من دون وجود مسيحي فاعل وحاضر"، لافتا إلى أن "هذا أمر يتجاوز حدود الكلام الأدبي ليشكل التزاما وطنيا وأخلاقيا ودينيا وإنسانيا لدينا جميعا، لأننا فيه نحيا ونحيي هذا الوطن الذي كان على الدوام قيمة ولم يكن يوما على الإطلاق عددا سكانيا بين مجموع في هذه المنطقة".

وأكد أنه "علينا ان نكون حاسمين وجادين في الإنحياز الى منطق الحوار والتلاقي بين مكونات هذا الوطن"، قائلا: "هذا هو قدرنا وهذه هي مسؤوليتنا على مختلف مواقعنا، لأن التاريخ لن يرحم".

وتطرق الى الوضع الصحي والإستشفائي، فقال: "في هذا الصرح نقف أمام تجربة مستشفى قيمته أنه حاز على ثقة الناس وهو أمر صعب في المجال الطبي والعمل الإنساني، وان يكون هذا المستشفى قد حاز على هذه الثقة فإنه يشكل بالنسبة الينا ثقة مضافة كوزارة في التعاطي معه، وهنا نقف أمام تجربة التعاطي مع نظامنا الصحي الذي شكل القطاع الخاص على الدوام جزءا اساسيا منه وكان يغنيه ليبقى لبنان مستشفى الشرق، وليبقى لبنان مقصد الكثيرين في هذا العالم للاستشفاء والطبابة"، لافتا إلى "أننا نريد لهذه الشراكة أن تستمر لأنها تشكل واحدة من صيغ التعاون الذي أوجد للبنان هذا الموقع المتميز على المستوى الصحي، وفي نفس الوقت هذا لا يعفينا ولا يلغي أننا في استراتيجيتنا للعمل الصحي قد اخترنا وارتضينا وعن قناعة بأن نعزز ونوسع مساحة الإستشفاء الحكومي على مستوى كل لبنان وهذا لا يعفينا من وجود بعض الثغرات التي تعيق انطلاق الإستشفاء الحكومي بالشكل الذي نطمح اليه".

وأعلن عن "زيادة السقف المالي المخصص لمستشفى تل شيحا الى اربعة مليارات ليرة لعام 2013".

وكان الوزير خليل اطلق حملة التلقيح ضد شلل الأطفال من مستشفى تل شيحا، في حضور ممثلين عن منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وقد شارك عدد من طلاب المدارس في تلقي اللقاح ضد الشلل.

وفي سياق آخر، تلا راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثولين، رئيس اللجنة العليا للمستشفى ​المطران عصام يوحنا درويش​، رسالة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الذي بارك للمستشفى ولأهل زحلة والبقاع بهذا الإنجاز الكبير والمهم، وتوجه درويش الى وزير الصحة بالقول: "نشكرك لما تقدمه للبنان في المجال الصحي ونشكرك لما قدمته لتل شيحا منذ أن توليت رئاسة الأبرشية في زحلة، وأنا أكثر العارفين بتجاوبك معنا وبمحبتك لتل شيحا ولدورها في هذه المنطقة"، لافتا إلى أنه "على الرغم من أن مؤسسات الدولة تدين لتل شيحا قرابة ثمانية مليارات ليرة لبنانية، حاولنا بمساعدة الخيرين من المنطقة أن نجدد قدر الإمكان في بنية المستشفى وتأهيل بعض الأقسام بمعدات جديدة".