أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى "أن إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من أمس أن "تحديد موعد عقد مؤتمر جنيف 2 حول الأزمة السورية سيتم خلال أسبوع أو أسبوعين"، يأتي لينضم إلى الوعود السابقة بتحديد موعد المؤتمر من دون جدوى. فالنظام السوري يماطل بمساندة روسية، وروسيا تحاول حشر أشخاص غير مرحب بهم من قبل المعارضة والشعب، فيما تبدو ​الولايات المتحدة​ وهي القطب العالمي بلا حول ولا قوة ومن غير قدرة على فعل شيء لإنهاء الأزمة، وهي قادرة لو أرادت".

ورأت أن "الولايات المتحدة لم تتمكن خلال الفترة السابقة كلها من الضغط كي يتم تحديد موعد لانعقاد المؤتمر، والمعارضة السورية التي سوف تجتمع اليوم تقع عليها مسؤولية كبيرة تكمن في جملة من الأمور مثل قطع الطريق على ألاعيب النظام وروسيا، والاتفاق على صيغة واضحة لحضور المؤتمر بما يخدم الشعب السوري، وتحديد الرسائل التي سوف تبثها للمجتمع الدولي، وأهم من كل ذلك فضح ممارسات النظام وكشفه أمام العالم عندما يجد نفسه في مأزق خلال المؤتمر إن عقد خلال الشهر المقبل كما تقول آخر الأخبار".

واعتبرت أنه "لا يكفي أن يصف جون كيري بشار الأسد بـ"الوحشي"، ولا يكفي أن يقول إنه لا مكان للأسد في المرحلة المقبلة، فالمطلوب تحويل الأقوال إلى أفعال وجعل مؤتمر جنيف 2 حقيقة لا وهما مستمرا وإشعار الشعب السوري بأن أزمته لن تطول كثيرا، فالقوة الوحيدة القادرة على تعطيل الدعم المطلق الروسي لنظام الأسد هي الولايات المتحدة لكنها لا تتحرك كما يجب، واتفاقية تدمير أسلحة النظام السوري الكيميائية تأكيد على سلبية الولايات المتحدة في التعاطي مع الملف السوري، وإفساحها المجال لروسيا لتهيمن على مختلف مساراته".

وَأضافت: "أما قول كيري بأن الحرب في سوريا "تتعلق بعشرات آلاف العائلات التي فقدت أحبّاءها وبيوتها، ولا تريد أن تفقد بلدها العظيم في صراع غير منته"، فهو يصغّر حجم المأساة من حيث يدري أو لا يدري، فالملايين هاجروا إلى الخارج أو تهجروا في الداخل السوري، وهناك مئات الألوف من المعتقلين والموقوفين والقتلى، وعشرات المدن المدمرة بشكل شبه كامل، فالمسألة ليست متعلقة بعشرات الآلاف فقط، بل بشعب كامل عانى الويلات منذ بدء الأزمة ولم يجد من ينقذه من بطش النظام، وإن لم تتصرف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بسرعة بدل الخضوع للإملاءات الروسية، فالموقف سيزداد تعقيدا".