التقى البابا بندكتوس السادس عشر، على مدى ساعة تقريبا، وفد بطاركة الشرق الكاثوليك يرافقهم رئيس المجمع الشرقي الكردينال ليوناردو ساندري، واستمع منهم الى عرض عن الاوضاع في الشرق الاوسط. وسأل البابا كل بطريرك عن كنيسته وعن بلده، مستذكرا زيارته الرسولية الى لبنان، وقال: "لبنان دائما في قلبي وفي صلاتي ولن انسى اللحظات الجميلة التي قضيتها فيه".

وأطلع الآباء البابا على اعمال الجمعية العمومية لمجمع الكنائس الشرقية التي تناولت مواضيع اساسية تهم الكنائس ورسالتها في الشرق. وخلال اللقاء قدم البطريرك المارون الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي باسم البطاركة كتاب زيارة البابا بندكتوس السادس عشر الى لبنان، فتصفحه مسترجعا محطات الزيارة التي تركت الاثر الكبير في نفسه والتي كانت الزيارة الرسولية الاخيرة له قبل تنحيه عن كرسي بطرس.

وعلى صعيد آخر أقام بطاركة الشرق الكاثوليك مساء أمس الصلاة بدعوة من جمعية سان اجيديو في كنيسة سانتا ماريا، في تراستيفيري، وذلك على نية السلام في الشرق الاوسط وخاصة في سوريا، وترأسها البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان. واعتبر فيها ان العالم "يحتاج اليوم الى حقيقة والى عدالة وان المسيحيين يحملون سلاح السلام والمحبة والحقيقة والصلاة"، مشددا على "اهمية الصلاة التي وحدها تحمي السلام وتولده وقد اختبرنا قيمتها في حياتنا في بلداننا".

واشار الى انه "اذا كنا لا نملك السلام الداخلي لا نستطيع ان ننشر السلام في عائلاتنا وفي مجتمعاتنا واوطاننا. ومن لا يملك الشيء لا يمكنه اعطاؤه". وطالب الراعي انظمة الدول بأن "تعطي مواطنيها حقوقهم بالمساواة والعدل وان تتعامل معهم على اساس المواطنة لا على اساس الدين والعرق واللون والمذهب"، وقال: "نحن كبطاركة نأتي من الشرق من حيث تقوم حروب وينمو الارهاب ومعاناتنا تعود الى فقدان الحقيقة والعدالة والمحبة واحترام حقوق الانسان، اما عدم مبالاة المجتمع الدولي الذي نطالبه بالسلام والاستقرار في الشرق الاوسط".

وبعد ظهر أمس استقبل الراعي في المعهد الحبري الماروني السفير الايراني لدى الكرسي الرسولي محمد طاهر رباني يرافقه عدد من مستشاريه.

وفي مستهل اللقاء جدد الراعي التعازي بضحايا انفجار السفارة الايرانية في بيروت، وشجبه لكل انواع العنف والتفجيرات، مؤكدا موقف الكنيسة "الداعي الى السلام والاستقرار والى الحوار بين الجميع"، مشددا على "ضرورة تحييد لبنان عن الصراعات والمحاور الساخنة وعلى حماية دوره في ان يكون عنصر سلام وحوار ومصالحة".

من جهته اثنى السفير الايراني على مواقف غبطته "الداعمة للسلام في لبنان والشرق الاوسط"، لافتا الى "الدور الكبير الذي يلعبه في التواصل مع مختلف الاطراف والى الدور الذي يمكن ان يلعبه رجال الدين في ارساء الحوار والتفاهم بين جميع الطوائف والمذاهب".

وأكد على "رفض بلاده لكل اشكال العنف والاقتتال وعلى سعيها الدائم من اجل السلام والاعتدال في المنطقة ومن اجل حل النزاعات بالطرق السلمية".