إعتبر مسؤول أميركي شارك في محادثات جنيف أنّ "طهران أذعَنت عملياً لمطالب المجتمع الدولي، في معزل عن التصريحات والخطب النارية من هنا وهناك"، موضحاً أنّ "التوصل الى الاتفاق النووي لم يكن ليحصل لولا القرار السياسي الاميركي، الذي عبَّر عنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري بوضوح في مؤتمره الصحافي في جنيف، حين قال: إن واشنطن كانت امام خيارين، اما التوجه نحو الحرب او فرض مزيد من العقوبات على ايران ما سيؤدي الى انهيارها".
وكان القرار عدم السماح او الرغبة في انهيار ايران!
ونقلت صحيفة "الجمهورية" أن "المسؤول الأميركي ذكّر بكلمة الرئيس باراك اوباما في ايلول الماضي امام الجمعية العامة للامم المتحدة، حين قال بوضوح شديد: "إنّ واشنطن لا تسعى الى تغيير النظام ولا تريد ذلك"، معلناً بدء المفاوضات مع ايران، وهو ما قاله كيري ايضاً.
ولفتت المصادر إلى أنّ "الحوارات الكثيفة التي أجراها الوفد الاميركي في جنيف تناولت ملفات عدة، وليس فقط الملف النووي، وإلى أنّ الوفد الايراني برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف كان على تواصل دائم مع القيادة الايرانية، وخصوصاً مع المرشد الاعلى السيد علي خامنئي".
وقد أصرّت واشنطن على شطب نقطة اساسية اعتُبرت مفصلية في تقرير مستقبل برنامج إيران النووي العسكري: حق التخصيب. وقد قالها كيري بوضوح: "لا يوجد في نص الاتفاق ما يعطي طهران هذا الحق". إنما ترك الامر مبهماً، يمكن ان يكون من بين "جوائز" الترضية التي أُعطيت لها في المقابل.
وأكدت تلك المصادر أنّ "التحفظات الاساسية الاسرائيلية كانت تدور حول هذه النقطة. وقد حملها الفرنسيون منذ الاجتماع الاول، وشاركهم فيها الروس ايضاً. والتعديلات التي تبدو انها طفيفة في الشكل تُعدّ تغييراً جوهرياً في مسار خريطة طريق تصفية البرنامج النووي العسكري الايراني".
وأعربت المصادر عن إعتقادها أنّ "أوباما على الارجح كان واضحاً في مكالمته الهاتفية التي يُفترض أن يكون قد اجراها امس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، ليشرح له ما تمّ انجازه فعلياً. وفي تقديرها أنّ "الضجيج" الاسرائيلي حول الاتفاق، ينبغي أنّ ينخفض منسوبه خلال الاشهر الستة المقبلة، خصوصاً أنّ المخاوف الاسرائيلية المعلنة لا أساس لها، اذا ما تمّ الشروع في تطبيق الاتفاق النووي مع إيران بحرفيّته ومراحله وخطواته المتدرّجة. وفي النهاية كان هدف الولايات المتحدة والقوى الكبرى الاخرى تصفية البرنامج العسكري النووي، وهو هدف اسرائيل ايضاً. ولا يمكن لتلّ ابيب خرق الاجماع الدولي على سبل انهاء هذا البرنامج، فيما الهدف واحد ولكن بتكتيك مختلف".
وأعربت تلك المصادر عن إعتقادها، أنّ "إيران مطالبة بإظهار نياتها السياسية الصادقة تجاه المجتمع الدولي، عبر دخولها في مسار سياسي مختلف عما كان في السابق. وهذا سيشمل سلوكها في ملفات المنطقة حيث يُتوقع أن نشهد مساراً مختلفاً منها في التعامل مع قضاياها. ولعلّ الاختبار الاول سيكون محطة مؤتمر "جنيف 2" ومستقبل رأس النظام السوري تحديداً".