اعلن راعي ابرشية صيدا ودير القمر للمورانة المطران ​الياس نصار​ ان الأحداث السورية تنعكس بأوجه سلبية كثيرة على وطننا، سياسية وامنية وانسانية، وان الأجواء كلها في البلد تعطي اشارة انه ربما هذه التداعيات لن تتوقف.

وفي حديث لصحيفة "المستقبل" اعتبر ان مدينة صيدا نالت نصيبها من ارتدادات الأحداث السورية ولا تزال، ولكنه رأى ان هناك وعيا عند الشعب الصيداوي الذي يعرف عنه اصلا انه شعب مسالم بكل مذاهبه وطوائفه ويسعى دائما الى العيش الأخوي والمحبة، متوجها برسالة لكل القيمين على الوضع الصيداوي ان يكونوا بمستوى من الوعي لدرء اي فتنة واي صراع مذهبي في قلب المدينة، وان يكونوا واعين دائما لدقة المرحلة وخطورتها معتبرا أن صيدا هي صمام امان لكل لبنان والسلام في صيدا ينعكس سلاما في كل لبنان.

ولفت الى ان "الأحداث السورية تنعكس بأوجه سلبية كثيرة على وطننا، تتمثل اولاً في ايقاف حركة السياسة في لبنان الى حدود معينة بالنسبة لتأليف حكومة جديدة وبالنسبة للإستحقاقات الدستورية وكان تمديد للمجلس النيابي الذي شجبناه في وقتها ولا زلنا حتى الآن في ظل هذا المجلس لم يستطع حتى الآن ان يعود ويتخذ موقفا موحدا من قانون انتخابي جديد تجرى على اساسه الانتخابات، ونحن الآن قادمون على استحقاق دستوري جديد هو انتخاب رئيس جمهورية"، معتبرا ان "كل هذا الشلل هو بسبب الأحداث السورية وخلط الأوراق على المستوى الاقليمي".

واشار الى "الخروقات الأمنية وآخرها الانفجار الذي وقع في بيروت وادى الى خسائر بشرية كبرى في حياة اشخاص كما ان هناك اناس جرحى، والأجواء كلها في البلد تعطي اشارة انه ربما هذا المسلسل لن يتوقف، وكذلك هناك التداعيات الانسانية بوجود الأعداد الكبيرة من النازحين في كل المناطق اللبنانية وفي صيدا قسم منهم، وهذا الملف ايضا خطير جدا لأن البلد اصلاً مديون وشعبه في كل المناطق غارق في الديون وفي الوضع الاقتصادي الصعب ولا يستطيع الخروج منه، فكيف اذا جاء اعداد كبيرة بهذا الشكل من الأخوة السوريين ولو انه بالنهاية هروبهم مشروع لهم بالنتيجة ان يلجأوا الى مكان آمن . ولكن العدد الكبير شكل عبئا كبيرا على الدولة اللبنانية وعلى الشعب اللبناني بكل طوائفه ومناطقه. وصيدا اصابها شيء منه لذلك هي تعاني كما تعاني المناطق الأخرى" .

وردا على سؤال حول موضوع سرايا المقاومة قال: "هذا الموضوع يدخل في الصراع السياسي الكبير على الساحة اللبنانية، وما يجري على الساحة الصيداوية احداث بسيطة دائما تطوق في وقتها، ونأمل ان يبقى الوضع على هذه الحالة بشكل لا يكون هناك شرارة تتوسع ولا سمح الله ترتد على المدينة بكل اهلها بالسوء". ووجه "رسالة لكل المسؤولين في صيدا ولكل القيمين على الوضع الصيداوي من سياسيين واداريين وغيرهم ان يكونوا بمستوى من الوعي كما هم حتى الساعة، لدرء اي فتنة واي صراع مذهبي في قلب المدينة، لأن صيدا هي صمام امان لكل لبنان والسلام في صيدا ينعكس سلاما في كل لبنان نوعا ما، لذلك يهمنا امن صيدا وان يبقى التواصل بين كل الأطراف".

وطالب نصار "الشعب الصيداوي بأن يبقى متكاتفا ومتحابا كما عهدناه واذا كانت هناك يد غريبة تريد ان تدخل الى صيدا علينا ان نوقف عمل هذه اليد الغريبة بشكل لا نسمح للفتنة ان تدخل الى صيدا ولا نسمح بأن تنقسم البيوت الصيداوية عموديا ايضا كما هي الحالة السياسية. نحن بحاجة الى تكاتف والى وعي لأنه من الممكن ان تصل هذه الأحداث المتنقلة ومفتعلي الشر الى صيدا، وبالتالي يكون الافتعال من الخارج وليس من اهل المدينة"، متمنيا "ان يكون اهل المدينة واعين متنبهين وان يكونوا خفراً، لأنه للأسف ليس لدينا عديد كاف من العسكر في لبنان . فكل صيداوي وكل مواطن يجب ان يكون خفيرا على شارعه وعلى بيته حتى لا تدخل ادوات تخريبية وادوات قتل الى المدينة وتعبث بأمن الأبرياء".