لفتت صحيفة "الديار" الى أن "أحد القياديين الفلسطينيين الميدانيين في مخيم "عين الحلوة" لا يخفي قلقه من المجريات داخل المخيم الذي يندفع ككرة ثلج بإتجاه الانفلات الكلي، ليصبح في نهاية المطاف "امارة اسلامية" بامتياز لا بد ان تصطدم حتمياً بالجيش اللبناني وبمحيطها خصوصاً وأن خطف "مخيم نهر البارد" في العام2007 كانت كلفته كبيرة وادت الى تدميره".

وأشار القيادي المذكور باصابع الاتهام الى "حركة فتح" في المخيم آنذاك التي "كانت تناور تارة مع القوى الامنية اللبنانية التي حاصرت المخيم مؤكدة آنذاك انها لن تسمح ل​شاكر العبسي​ امير تنظيم "فتح الاسلام" باللجوء الى مربع حركة "فتح" المحسوب عليها في المخيم وكانت النتيجة ان الفتحاويين سلموا كل ما يملكون لشاكر العبسي وغادروا "نهر البارد" ليكرروا النزوح مجدداً الى مخيمات اخرى والى بلدات في جوار المخيم".

وأضاف المصدر "إن ما طبق في "نهر البارد" من خلال قضم "فتح الاسلام" للمخيم والسيطرة عليه واقامة امارة اسلامية اطاح بها الجيش اللبناني، فإن نفس المخطط تعاد صياغته في عاصمة الشتات الفلسطيني "عين الحلوة"، ولكن تداعياته ستكون زلزالاً بكل معنى الكلمة وابعد بكثير عن التداعيات التي خلفها سقوط نهر البارد، كون الظروف والمجريات قد تغيرت حيث تلفح الحرائق السورية الساحة اللبنانية من عرسال مروراً بطرابلس وصولاً الى "عين الحلوة" حيث بات معظم المخيم تحت سيطرة الفصائل الاسلامية التكفيرية، وان اغتيال الكادر في حركة "فتح" محمد السعدي وجرح الفلسطيني التابع للجبهة الشعبية ليس سوى رسالة من مجموعة رسائل توجهها الفصائل الاسلامية نحو "فتح" لمعرفة ردود فعلها واختبار قوتها".

وأشار المصدر نفسه الى أن "التكفيريين باتوا قوة ضاربة تستطيع اجتياح المخيم، لا سيما وان حركة فتح تعيش مرحلة من الضعف لم تعرفها في تاريخها، وان هذا الضعف يعود الى اهمال السلطة الفلسطينية لها بشكل يطرح الكثير من علامات الاستفهام والشبهات الى حد، ان بعض القياديين الفلسطينيين يشعرون وكأن ثمة مخطط غير بريء وغير بعيد عن انظار السلطة الفلسطينية يتم تطبيقه، والنتيجة الحتمية ستكون تسليم المخيم للفصائل الاسلامية بكافة تلاوينها التكفيرية منها والمعتدلة نسبياً".

ولفت المصدر الى أن "عزل العقيد محمود عيسى الملقب بـ"اللينو" يندرج في خطة ليست بريئة كون الاخير كان يشكل سداً منيعاً في وجه الاسلام التكفيري ويتعاون مع الاجهزة اللبنانية على الامساك بقواعد اللعبة داخل المخيم ويشهد له بأنه غالباً ما كان يلقي القبض على مطلوبين للعدالة اللبنانية ويسلمهم للجهات المختصة، وقد شكل عزل "اللينو" من موقعه فرصة ذهبية لتنامي الفصائل التكفيرية بعدما شرعت ابواب المخيم لكل المطلوبين للعدالة في لبنان وسوريا، وبالاضافة الى عزل "اللينو"، فان الضعف الذي تعاني منه "فتح" يعود الى ان المسؤولين الفلسطينيين من أبو عرب مسؤول الامن الوطني الفلسطيني و"ابو العردات" امين سر الساحة اللبنانية، اضافة الى السفير الفلسطيني اشرف دبور لا يملكون في الواقع الميداني اية قوة تستطيع ايقاف انجرار المخيم الى الانفجار، اضافة الى ان اللواء منير المقدح لا تتعدى قوته مسألة الدفاع عن النفس، وما يؤكد هذا الامر ان احد التكفيريين فقد دراجة نارية في منطقة تابعة لـ"فتح"، فما كان من ابو عرب الا ان ارسل لـ"جند الشام" ثمن دراجتين اتقاء لشرهم، اضافة الى ان القتال الذي حصل اول من امس اثر الكمين الذي نصب للسعدي جرى بين التكفيريين وعائلة السعدي في المخيم وان وجود "فتح" في الميدان كان رمزياً وضعيفاً".

وأكد المصدر أن "تنامي قوة التكفيريين في المخيم بات يحسب لها حساباً، لا سيما وان احمد الاسير وفضل شاكر هما في "عين الحلوة" وان زهاء الالف سوري قد انضموا الى صفوف الاسلاميين في المخيم وان ماجد الماجد رجل القاعدة غالباً ما يحط رحاله هناك، وان مسألة السيطرة على المخيم من اقصاه الى ادناه ستشكل مفاجأة على الساحة المحلية في التوقيت المطلوب لها".