أشارت صحيفة "اليوم" السعودة إلى ان "الدولة اللبنانية اضطرت إلى إسناد ضبط الأوضاع في مدينة ​طرابلس​ إلى الجيش. وهو إجراء لم يكن ضرورياً، لو لم تحاول ميلشيات "حزب الله" ونظام بشار الأسد جر المدينة إلى حرب دموية ساحقة".

ورأت الصحيفة ان "لبنان بكامله يدفع فاتورة مغامرات حزب الله ونشاطاته لصالح القوى الأجنبية، منذ سنوات طويلة. واختتم حزب الله تصرفاته الرعناء بجر لبنان قسراً إلى المستنقع السوري، تنفيذا لتهديدات نظام طهران بأن المنطقة سوف تشتعل بالنار إذا ما سقط نظام الأسد"، معتبرة انه "لا يوجد أي تفسير لزج مدينة مسالمة مثل طرابلس في نيران الأزمة السورية، إلا رغبة غير مسؤولة بتوسيع مساحة هدر الدم في بلاد الشام لتشمل لبنان"، لافتة إلى ان "حزب الله يختطف لبنان، ويجعل أمنه واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه رهينة للمصالح ال​إيران​ية، بعد أن أفصح نظام الأسد صراحة عن أن مهمته الأولى ليس خدمة سوريا وشعبها، وإنما أصبح وكيلاً ثانياً للمصالح الإيرانية في بلاد الشام، ويجتهد في خدمة الاهداف الإيرانية بما فيها المخططات العدوانية ضد سوريا والوطن العربي، وهو الدور الذي يلعبه أيضاً حزب الله، ويمتد إلى جغرافيا واسعة في الوطن العربي من الخليج إلى المحيط".

وأضافت: "واضح أن الإرادية الإيرانية تحتم على حزب الله أن يثير الفتن والأزمات وضرب الاستقرار في لبنان، بدءاً من طرابلس وهي المعقل اللبناني الوطني العربي القريب من الجيوب اللبنانية السورية، التي توظف كل ثقلها وقدراتها وعبقرياتها في سبيل خدمة المشروع الإيراني"، لافتة إلى انه "لا يتورع حزب الله عن الإقدام على أي مغامرة تحقق الرضا الإيراني، حتى وإن كانت خطوات للمساومات والمماحكات السياسية، ولكنها تخلف جرحاً غائراً وتأخذ لبنان إلى فوهة البركان، مثلما حدث عام 2008، حينما ترك حزب الله الجبهة مع إسرائيل وتخلى عن مهمة المقاومة المزعومة، وتفرغ لاحتلال بيروت. وأيضاً حينما قرر التخلي كلياً عن مقاومة إسرائيل وتفريغ ميلشياته للمشاركة في المشروع الإيراني الأسدي لإبادة السوريين منذ اندلاع الثورة السورية، وأصبحت هذه المشاركة معلنة رسمياً في مايو الماضي. لهذا يبدو أن الطرابلسيين لا ينتظرون من حزب الله إلا المزيد من اشعال النيران في مدينتهم".