كشف الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان في مقال نشرته مجلة "​فورين بوليسي​" الأميركية بعنوان "لائحة القتل الإسرائيلية"، معلومات مستقاة من مصادر في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، عن القيادي في "حزب الله" ​حسان اللقيس​. ووضع بيرغمان اغتيال اللقيس في إطار سلسلة عمليات الاغتيال التي استهدفت أعداء إسرائيل في المنطقة، بدءاً بعماد مغنية عام 2008.

وتحدّث الصحافي الاسرائيلي عن مجموعة "أهداف" لدى الاستخبارات الإسرائيلية تتألف من قادة من حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس، ويطلق عليها اسم "الجبهة الراديكالية" (Radical Front)، وهي تضمّ أيضاً سوريا وإيران، وتتألف من "عدّة مؤسسات وأفراد مشاركين في نشاطات نووية وإرهابية" كما شرح مسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية لبيرغمان. واضاف أن "هؤلاء كوّنوا شبكة دولية هي الأخطر والأكثر فعالية من بين كل التي عرفتها"، مردفاً أن هدف إسرائيل هو "التخلّص من هؤلاء الرجال، واحداً تلو آخر".

وانطلاقاً من كلام المسؤول الاستخباراتي الإسرائيلي، فنّد بيرغمان بعض العمليات التي استهدفت أبرز شخصيات "الجبهة الراديكالية" تباعاً، وهم حسب تعريف الاستخبارات الإسرائيلية: القائد العسكري الأعلى في حزب الله عماد مغنية، المستشار المقرّب من الرئيس السوري بشار الأسد والمسؤول عن مشاريعه السريّة محمد سليمان، المسؤول في "الحرس الثوري الإيراني" عن تطوير الصواريخ وإرسالها الى حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الجنرال حسن طهراني مقدّم، المسؤول في "حماس" عن العلاقات التكتيكية مع إيران محمود المبحوح، المتخصص في تطوير الأسلحة في حزب الله حسّان اللقيس. "مغنية وسليمان، كانا على رأس اللائحة" بحسب بيرغمان.

"لقد واجهت إسرائيل أعداءً أقوياء من قبل، لكن تلك المجموعة هي الأكثر تعقيداً من حيث نسيجها وعمق التنسيق بين أعضائها وتقاربهم الى حدّ تخطّي الفوارق الدينية بينهم"، هكذا يصف "الموساد" وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) "الجبهة الراديكالية" وقيادييها، بحسب الكاتب.

وذكّر بيرغمان بعمليات اغتيال شخصيات "الجبهة" تباعاً كما وردت على "لائحة القتل" الإسرائيلية. وعن الهدف الأخير، حسان اللقيس، يكشف أن "أمان" رصدته منذ التسعينيات كـ"أحد الناشطين في حزب الله منذ نشأته، ويمتلك معرفة تقنية درسها في جامعة لبنانية ما لبثت أن تطوّرت مع خبرة طويلة اكتسبها من تصنيع وتطوير الأسلحة". لذا، فهو كان "يرأس عمليات تنسيق تطوير الأسلحة واستلامها من إيران". ويعود له الفضل بتحوّل حزب الله الى "المجموعة الإرهابية الأقوى التي تمتلك أسلحة لا تمتلكها 90% من دول العالم". ومنذ التسعينيات، وضعت "أمان" اللقيس على لائحة "الأهداف المحتملة" ورأى بعض المسؤولين الاستخباراتيين، منذ ذلك الوقت، أنه "يجب التخلّص منه". وسبق لبيرغمان أن ذكر في كتابه "الحرب السرية مع إيران" الصادر عام 2007، أن اللقيس "كان مطلوباً أيضاً في الولايات المتحدة وكندا لإدارة خلايا حزب الله في البلدين منذ التسعينيات".

بعد تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000، روى بيرغمان، عمل اللقيس مع عماد مغنية وتحت إدارته على "بناء شبكة تحصينات معقّدة في الجنوب قادرة على الصمود بفعالية في مواجهة هجوم إسرائيلي برّي مع الحفاظ على قدرتها على إطلاق الصواريخ على مختلف المناطق الإسرائيلية". وقال الكاتب ان "الخطّة نجحت وخسرت إسرائيل حرب 2006، ويعود الفضل بهذا في جزء كبير منه الى التحصينات التي شارك بوضعها اللقيس (مثل شبكة الاتصالات، وأنظمة الإدارة والتحكّم، ومناظير الرؤية الليلية...)". واضاف: "بعد انهزام أقوى جيش في الشرق الأوسط، وفشله في تحقيق أي من أهدافه"، حاولت إسرائيل اغتيال اللقيس بصاروخ أطلق على شقّته في 20 تموز 2006 لكنه لم يكن موجوداً فيها فقتل ابنه.

وبعد الـ 2006، انقلبت عجلة الأحداث، بحسب بيرغمان، وها هي سلسلة الاغتيالات التي استهدفت أبرز قادة "الجبهة" تنطلق مع اغتيال مغنية وسليمان في سوريا عام 2008، تلاهما المبحوح في دبي عام 2010 ، ثم مقدّم في تفجير مخزن صواريخ في طهران عام 2011، واللقيس قتلاً بالرصاص منذ أيام. الصحافي الاسرائيلي اشار الى أنه "في حال كان منفّذو اغتيال اللقيس من نخبة أحد الاجهزة الاستخباراتية فهم بالتأكيد غادروا لبنان".