عادت ظاهرة اغتيال الشخصيات السياسية والحزبية الى البروز في ​لبنان​ باغتيال القيادي في "حزب الله" ​حسان اللقيس​ لتقلق المسؤولين مجدداً. وأفاد أحد الخبراء في مكافحة هذا النوع من الجرائم أن منفذيها يكونون من المحترفين، ونادراً ما يُكشفون.

ولعل ما يفاقم الأمور هو أن التهديدات التي توجّه الى مسؤولين، وآخرها الى وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، تبث على شاشات بما يقلق ليس فقط الشخصية المهددة، بل أيضاً عائلتها والمجموعة السياسية أو الحزبية التي تنتمي إليها، وتسمم الوضع العام في البلاد، مثل تهديدات "داعش" لوزير الداخلية. ومما يؤذي أكثر، أن التدابير الاحترازية التي تتخذها السلطات الأمنية الرسمية والحزبية لا تكفي لحماية المستهدفين السياسيين أو الحزبيين، بل المطلوب اجراءات أمنية خاصة به، ولم تتوافر معلومات دقيقة لمعرفة السبب الكامن وراء اغتيال اللقيس بهذه الطريقة وليس بواسطة سيارة مفخخة كما كان متبعاً منذ سنوات.

وشدّدت مصادر قيادية على أهمية كشف هوية المجرم لمعرفة الدافع الى ارتكاب الجريمة ضد المغدور أمام منزله فيما كان يركن سيارته، لاتخاذ اجراءات تحمي مسؤولين حزبيين من وزنه، اذ انه كان يتمتع بمكانة علمية وقتالية استعملها في المواجهات ضد ​اسرائيل​، وكان له دور المنسق بين الحزب وايران.

وقالت صحيح أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال كما يحصل دائماً في هذه الحالة، لكن الصمت في هذا المجال يربك أكثر في مناخ لا أحد من القوى السياسية أو الحزبية يتنازل فيه لخصمه حتى لو اندلعت حرب من لبنان أو عليه.

ولفتت الأجهزة الأمنية المختصة الى ضرورة التنبه وتشديد الرقابة على طول الحدود مع سوريا، ومن المطار الى المرافئ الى بوابات العبور البري، بعدما تبيّن لأوروبا أن 2000 من مقاتليها يخوضون المعارك ضد قوات النظام وأنهم ينتمون الى تنظيم "القاعدة"، وتخشى الدول الأوروبية تصرفات هؤلاء في الدول التي ينتمون اليها في محاولة منهم للضغط على الحكومة لتحقيق مطالب معينة.

وأشارت الى أن العملية الانتحارية أمام السفارة الايرانية في الجناح فصل جديد من فصول زعزعة الاستقرار والأمن، وهذا النمط من العمليات يصعب مكافحته او الاحتراز منه قبل وقوعه، حتى ان الاجراءات الأمنية التي تتخذ، سواء الثابتة أو المتحركة، أي مواكبة للشخصية – الهدف لا تنفع في مواجهة الانتحاري، وان وجود البعض منهم في البلاد غير مؤكد، أو على الاقل لا أحد يعلم موقعهم من أجل مراقبتهم، كما أن من هدد الوزير شربل وعد بمجيء عناصر من التنظيمات المتطرفة الى لبنان لتنفيذ عمليات اغتيال ضد أهداف رسمية وحزبية، وهذا ما يستدعي رصّ الصفوف لمواجهة الإرهاب.