إعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن "التدخل العسكري الفرنسي في جمهورية أفريقيا الوسطى هو "جدير بالثناء" ولكن نتائجه "غير مؤكدة".

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه "بقرار انخراطها فى عملية عسكرية "حساسة" لتأمين أفريقيا الوسطى، تعود ​فرنسا​ مرة أخرى إلى هذا البلد الذى بدل مرارا وتكرارا مسار التاريخ، بدون التوصل في أي وقت مضى إلى تحسين الوضع بشكل دائم".

ووصفت "لوموند" الوضع بأفريقيا الوسطى بـ"الخطير"، حيث أن "المواجهات والعنف الطائفي يثير المخاوف من حدوث الأسوأ"، مضيفة أن "العاصمة بانجي وضواحيها كانت مسرحا لأعمال عنف نادرة، فمعظم الضحايا لم يقتلوا في المعارك، وإنما ذبحوا في سياق الانتقام والثأر. أما باقي البلاد فيسودها الفوضى والإرهاب والكراهية الدينية".

وذكرت اليومية الباريسية أن "الأهداف التي أعلنتها فرنسا والمتعلقة بمساعدة أفريقيا الوسطى على استعادة أمنها، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لا شك فيها، ومع ذلك، قد يكون تنفيذ العملية العسكرية والنتيجة السياسية المرجوة بعدها أكثر تعقيدا من التصويت على قرار للأمم المتحدة بشأن التدخل".

واعتبرت "لوموند" أنه "اليوم، وقبل التفكير في إعادة بناء أفريقيا الوسطى التي باتت بلد أشباح، فإن الأمر الأكثر صعوبة يكمن في تحديد الجنود الفرنسيين لهوية عدوهم".

وأوضحت أن "ميليشيا الساليكا (المنحلة)- هذه الحركة من المتمردين السابقين المسؤولين عن الأعمال الانتقامية العنيفة- والدفاع عن نظام ولد من رحم الانقلاب، ولكن المجتمع الدولي، وخصوصا الرعاة في المنطقة- تشاد والكونغو برازافيل- اختاروا حتى الآن مرافقة هذه السلطة في فترة انتقالية غامضة ينبغي أن تؤدي إلى انتخابات، من الناحية النظرية في شباط 2015".

وأضافت أن "المعسكر الأخر الذي يعارض المعسكر الأول يشمل القرويين الغاضبين من التجاوزات أو العسكريين الذين قرروا الإطاحة بالحكومة الانتقالية، ولكنهم ارتكبوا أيضا جرائم رهيبة".

وأشارت "لوموند" إلى أنه "إلى جانب الصعوبات التقنية التي تواجه العملية العسكرية الجارية التي يشارك بها حوالى 5 آلاف عنصرا من العسكريين الأفارقة في دولة مساحتها تصل إلى أكبر من مساحة الأراضي الفرنسية، فان القوة الاستعمارية السابقة (فرنسا) لا تريد أن تشارك مباشرة فى التسوية السياسية لهذه الأزمة".

وذكرت الصحيفة أن "فرنسا تريد أن تترك البلاد في أقرب وقت ممكن وتسليم المهام إلى الأمم المتحدة التي لم تطلع في السنوات الأخيرة بعملها في جمهورية أفريقيا الوسطى"، مشيرة إلى أن "الأزمة في بانجي لم تولد مع الإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيزيه، في الرابع والعشرين من آذار الماضي، ولكن التقصير في أداء الدولة، والانتخابات المزورة، وانجراف الأمن والمأساة الإنسانية، قد بدأت في وقت سابق عن ذلك بكثير".

واختتمت "لوموند" بالقول إن "العملية العسكرية التي يقوم بها الجنود الفرنسيون والأفارقة لا يمكن أن تحل كافة المشاكل في أفريقيا الوسطى التي تقف في مفترق الطرق بين عدة مناطق النزاع في دارفور إلى منطقة البحيرات الكبرى"، مشددة على أن "جمهورية أفريقيا الوسطى بحاجة إلى دعم سياسي قوى، وانخراط طويل الأمد، على أمل في أن يكون المستقبل أفضل".