أكّد أمين سر حركة "فتح" اللواء ​جبريل الرجوب​ أنّ "أفرقاء إقليميّين يحاولون زجّ الفلسطينيّين في مخيمات سوريا ولبنان في غير شأنهم خدمةً لمصالحهم وأجنداتهم". وكشف في حديث صحفي، أنّ "الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور موسكو قريباً للبحث في البدائل إذا فشلت المفاوضات".

ورأى الرجوب أنّ "محاولات استقطاب العناصر الفلسطينية في مخيمات سوريا ولبنان يجعل من شعبنا الضحية، وهو الذي يعيش أساساً ظروفاً سيئة وصعبة للغاية"، مؤكداً أنّ "عمليات الاستقطاب هي من خارج النص ومن خارج الاتجاه الفلسطيني الصحيح". وأعرب عن أمله من كل الأفرقاء الإقليميّين "المتورّطين في المستنقع السوري واللبناني"، "إعفاءَ الفلسطينيّين من برامجهم وتركهم يعالجون قضاياهم، ومساندتهم في الثبات على التزام الحياد والحفاظ على حق العودة".

وعن أسباب تراجع دور حركة "فتح" في المخيمات، اكد الرجوب أنّ "فتح في المفهوم الوطني ما تزال ضرورة، لأنّها مشروع الدولة ومشروع التحرّر، وعمليات الاستقطاب في بلاد الشام عموماً وفي سوريا ولبنان خصوصاً، لن تكون على حساب "فتح" إنما على حساب المنطقة برمتها، وستخدم مصالح وبرامج وأجندات لا علاقة لها بفلسطين ولا بمشروع مواجهة الاحتلال الاسرائيلي"، لافتاً الى أنّ "فتح" ما تزال "في قمة قوتها كمشروع تحرّر، ولكن للأسف هناك أطراف إقليميون يزجّون بنا في غير شأننا وغير وجهتنا".

وفي ما يتعلق بالمواجهات التي تشهدها بعض مخيمات سوريا، ذكّر الرجوب بأنّ "السلطة الفلسطينية أعلنت منذ اليوم الاول، أنّ لا علاقة للفلسطينيّين بما يجري في سوريا ولبنان ونحن لسنا فريقاً. ففي سوريا كنّا منذ البداية مع حلّ سياسي للازمة وقد أكّدنا اكثر من مرة أنّنا نحترم قرارالشعب السوري وخياراته لأنّ ما يجري هو شأن السوريّين وحدهم". أما بالنسبة لمخيمات لبنان، فأكد الرجوب "ثبات المواقف الفلسطينية رغم الظروف التي يعيشها اللاجئون هناك والتي تفتقر الى الحدّ الأدنى من الحقوق المدنية، ولكنّنا أمناء على حسن الضيافة وأوفياء للتعايش بين الشعبين اللبناني والفلسطيني".

ولفت الى مشكلة السلاح الفلسطيني في لبنان، مشدداً على أنّ "لا مصلحة لنا بحيازة أسلحة، ونحترم الدولة وقوانينها وأيّ سلوك خارج هذا النص هو سلوك فردي، ولكنّ بعض الأفرقاء الإقليميّين يستغلّون الفقر وأحياناً اليأس الذي يعيشه شعبنا في المخيمات، ويستثمرون هذه الحالات من أجل مصالح خاصة".

وانتقد الرجوب "الأفرقاء الذين يستغلّون تلك الحالات الفردية لتنفيذ أجندتهم"، متمنياً على العرب مراجعة "سلوكهم مع الفلسطينيين ومساعدتهم لإبقاء الشعب الفلسطيني خارج التجاذبات المرتكزة على أجندات قِطْرية أو فئوية لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية لا من قريب ولا من بعيد، لأنّ استقطاب العناصر الفلسطينية في مخيمات سوريا ولبنان يجعل من شعبنا الضحية لأنه يعيش أساساً ظروفاً سيئة وصعبة للغاية".

وإذ رفض تسمية الأفرقاء "الذين يحاولون زجّ المخيمات في أجندات معينة"، أعرب عن أسفه، "لأنّ البوصلة قد ضاعت في المنطقة"، قائلاً: "الجميع متورّط، والجميع مجرم ومتَّهم، ولكنّ الفلسطينيّين ليسوا فريقاً. فيَا عرب ارحمونا... ارحمونا... إرحموا شعبنا ولا تجعلوا من الفلسطينيين وقوداً لمصالحكم واجنداتكم سواء كانت أيديولوجية او من اجل النفوذ. نحن أبرياء منها ومنكم".

وعن أسباب زيارته الى موسكو، أوضح أنّه "التقى المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف وبحث معه في العملية التفاوضية، في البدائل المطروحة لبلورة رؤى واستراتيجية في حال فشلت المفاوضات الجارية، لأنّ السلوك الاسرائيلي الحالي من دون ضغط اميركي سيُفشل المفاوضات". واعلن الرجوب أنّ "الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور موسكو قريباً للبحث في سير عمل المفاوضات، وللتشاور مع الجانب الروسي في ملفات المنطقة".