شدد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب ​وليد جنبلاط​ على أنه "مهما قيل من كلمات في المناضل الكبير ​نيلسون مانديلا​ فهي لن تفيه حقه، إذ برحيله فقدت أفريقيا والعالم رمزاً من رموز التحرر وعلما من أعلام الثورة على الطغيان والتسلط، وهو الذي أمضى ما يزيد عن سبعة وعشرين عاماً في الزنزانة مكافحاً في سبيل التخلص من نظام التمييز العنصري Apartheid بين السود والبيض للوصول إلى مجتمع المساواة، وهو نجح في تكسير الكثير من تلك القيود سياسياً وإجتماعيّاً وإنسانيّاً ولو أن النشاط الاقتصادي لا يزال محتكراً بأغلبه من البيض"، لافتا إلى أن "مانديلا كافح أثناء وجوده في السجن لتحقيق تغيير جذري في جنوب أفريقيا، ناضل أيضاً أثناء رئاسته لمكافحة الفقر والأمية وتشجيع الاصلاح الزراعي وتوسيع خدمات الرعاية الصحية، وهو الذي كان أنشأ لجنة الحقيقة والمصالحة للتحقيق في إنتهاكات حقوق الانسان وشغل منصب أمين عام حركة عدم الانحياز التي سعت في الخمسينات لوضع حد للاستقطاب والانشطار العالمي العميق بين الشرق والغرب، وكم كان ملفتاً إنكفاء مانديلا طوعاً عن الترشح لولاية رئاسيّة ثانية تأكيداً منه على الديمقراطية وتداول السلطة".

وفي موقفه الأسبوعي لصحيفة "الأنباء"، قال: "إذا كان البعض يعتبر أن التسوية التي عقدها مانديلا مع شريكه فريديريك دو كليرك قد رسمت خط النهاية لآخر نظام فصل عنصري بعد التحرر من موروثات الاستعمار، فإنه بذلك يتناسى فلسطين التي يعاني شعبها من أبشع أنواع الفصل العنصري في وقت لم يعد هناك من يسأل عنها وعن كيفية حل نزاعها المزمن، وهي القضيّة التي دافع عنها مانديلا وطالب في تصريح شهير بالانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان والجولان السوري المحتل والضفة الغربيّة"، سائلا: "متى سيخرج من فلسطين وإسرائيل مثيل لمانديلا لعقد تسوية تاريخية على قاعدة حل الدولتين وتفكيك المستوطنات وعودة اللاجئين الفلسطينيين؟ ومتى ستخرج إسرائيل من ممارساتها العنصريّة التي تكاد لا تختلف بشيء عن ممارسات نظام الـ Apartheid في جنوب أفريقيا وتقر بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؟".

وسأل جنبلاط: "متى سيخرج مانديلا عربي مسلم يجرؤ على تحطيم قيود الموروثات الثقافيّة القديمة المبنيّة على الكثير من المفاهيم الخاطئة المضللة التي أغرقت العالم الاسلامي في الاقتتال المذهبي من سوريا إلى العراق واليمن ومواقع أخرى عربية وإسلامية مرشحة للانفجار؟ ومتى سيخرج مانديلا عربي مسلم ليخرج الاسلام من دوامة العنف ويفتح صفحة التسامح والمصالحة والتلاقي وقبول الآخر؟".