أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى ان "العالم كله ينعى رئيس جنوب افريقيا السابق الراحل ​نيلسون مانديلا​، ولم يتخلف عن ذلك أحد، سواء أكانوا سياسيين أم مفكرين أم بشرا عاديين، حتى إن عدد الزعماء ورؤساء الحكومات السابقين والحاليين الذين أكدوا ذهابهم إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في مراسم تكريمه بلغ مئة شخص، وهو عدد غير مسبوق في مثل هذه المناسبات"، قائلةً: "العالم كله يعيد القول في مآثر مانديلا بوصفه "ايقونة السلام"، وعدو العنصرية، لكن هذا العالم نفسه يعمل ضد السلام، ويذكي الصراعات، ويدعم العنصرية، ويقف ضد إنسانية الإنسان".

وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت ان "قادة الدول الكبرى تتناقض مع أنفسها، وتتناقض هيئة الأمم المتحدة مع مواثيقها، ومع المبادئ الإنسانية، حين يرون في مانديلا أنموذج الزعيم النزيه الداعي إلى المصالحة والسلام والمساواة، ثم يسيرون في الاتجاه المعاكس بقواهم كلها، فيدعمون نظاما عنصريا محتلا في إسرائيل، ويرون فيه أنموذجا للديمقراطية، والعالم في واقعه أنموذج للقمع بكل وسائله، ودليل ذلك أن أميركا بكل تاريخها الداعم لإسرائيل ممثلة في تكريم مانديلا بثلاثة رؤساء سابقين هم جيمي كارتر، وجورج بوش، وبيل كلينتون، وأن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز أعلن مشاركته في مراسم الجنازة التي ستجرى الأحد المقبل في قرية كونو الجنوبية التي أمضى فيها مانديلا طفولته، على الرغم من أن بريطانيا هي الفاعل التاريخي الأكبر في مأساة جنوب أفريقيا التي سجن مانديلا من أجلها 27 عاما".

وأشارت إلى ان "درس وفاة مانديلا، وما تبعه من أقوال وأفعال، يعني أن الإنسان في داخله نزاع إلى السلام والتسامح، لكن السياسة والمصالح تجعله يميل إلى الكفة المقابلة، فتخلق فيه عدوانية تتحول في العرف العام إلى ذكاء وبطولة وقوة"، لافتةً إلى ان "وزير شؤون الرئاسة الجنوب أفريقي كولينز تشابان قال إن مجيء زعماء العالم إلى جنوب أفريقيا رغم قصر المهلة يعكس المكانة الخاصة لمانديلا في قلوب شعوب العالم، وتلك حقيقة، لكن ذلك يعكس من جانب آخر، أن العالم يدعي النزوع إلى السلام قولا، ويمارس كل مناقضاته فعلا، ومن يحترم مانديلا حقا، فإن عليه أن يمتثل لقيم ذلك الزعيم الإنسان، ويطبقها".