رأى بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان في رسالة الميلاد التي وزعتها امانة سر البطريركية، أن "الأوضاع غير المستقرة التي يسودها الخوف على المصير في العديد من دول المشرق التي تئن تحت وطأة الصراعات والنزاعات، بل الحروب الأهلية المروعة"، مجددا تأكيده على "وجوب دعوة الكنيسة إلى إحلال السلام والأمان على أساس الحرية والعدالة وكرامة الإنسان، من دون تأييد لنظام أو حزب سياسي". وأشار الى أن "الديمقراطية كما نعرفها ونعيشها، تأبى إقصاء جهة ما مهما كان عدد أفرادها قليلا، وتعلم احترام الغير وإن اختلف في الرأي والدين أو المذهب، وتسعى إلى نشر السلام والطمأنينة والإحترام بين المواطنين".

وتوجه بالتحية إلى أبناء الكنيسة في سوريا، محذرا من "تصاعد العنف بإسم الدين، الذي سبق أن حذرت منه، وهذا ما لا تقبله أي أعراف أو مواثيق دولية"، داعيا "كل الجهات المتنازعة ومعهم كل من لهم دور من دول ومنظمات، إلى تحكيم الضمير ونبذ العنف وتوحيد الرأي لوضع خطة رشيدة تجمع مكونات ​الشعب السوري​ على اختلاف طوائفها وقومياتها وأحزابها، حول طاولة الحوار والمصالحة لورشة إعادة الإعمار وبلسمة القلوب".

وذكر بأن المسيحيين "مكون أصيل ومؤسس في سوريا، لا بل سكانها الأصليون"، وناشد "الضمير العالمي، ببذل الجهود الحثيثة لإطلاق سراح جميع المخطوفين، ولا سيما مطراني حلب للسريان الأرثوذكس وللروم الأرثوذكس، وجميع الكهنة والراهبات والأيتام"، مستنكرا "استهداف المناطق الآمنة، سيما المناطق المسيحية التاريخية العريقة كمعلولا وصدد وسواهما".

وحث البطريرك يونان مسيحيي العراق على "أداء الشهادة للانجيل بفرح، كي تنهض أرض الرافدين بجميع مواطنيها من كبواتها، متغلبة على جنون العنف وعبثية الإنتقام"، متقدما بالتهنئة بالعيد "إلى أبناء الأبرشيات السريانية في الأراضي المقدسة والأردن وتركيا ومصر وبلاد الإنتشار في أوروبا وأميركا وأستراليا وإلى لبنان الوطن الحبيب".

وتطرق في رسالته الى معاناة اللبنانيين، "من تشنج في العلاقات وتنافر وتراشق واتهامات بسبب خلافات أهل السياسة"، داعيا الى أن "يكون لبنان المثال في محيطه المشرقي، في تحقيق العيش الواحد بين مواطنيه والأمانة للحريات الدينية والمدنية، كما لمبادئ الديمقراطية الحقة التي يطمئن لها جميع المواطنين، أكثرية كانوا أم أقليات".

كما دعا "جميع المسؤولين الى أن "يقدروا الأمانة التي أولاهم إياها الشعب، فيلجأوا إلى انتهاج الحوار والتفاهم على أساس الإحترام والثقة المتبادلين، نابذين لغة التعصب والتخوين والإستئثار، متحررين من الإنتماءات للقوى الإقليمية. نحثهم على الشراكة في اتخاذ القرارات وفي تنفيذها، وأن يعطوا الأولوية لخير الوطن والمواطنين، تضامنا مع الضعفاء والمهمشين وذوي الدخل المحدود، وما أكثرهم في أيامنا هذه. كما نحثهم على تشكيل حكومة جديدة تكون على قدر طموح اللبنانيين وتطلعاتهم وتحظى بتمثيلهم، على أمل وضع قانون عصري حديث للإنتخابات النيابية، يعطي كل ذي حق حقه".