أعلن أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني أن "التحضير للجهاد في سوريا بدأ في العراق بتنسيق مع داعش"، مشيراً الى ان "الشام لم تكن مهيئة لدخولها من قبلنا لولا الثورة السورية. والثورة ازالت الكثير من العوائق التي مهدت الطريق للوصول الى الارض المباركة"، لافتاً الى ان "الفكر الجهادي منتشر في كل العالم والفكر الجهادي انتقل الى الشام بعدما تأثروا بالجهاد في العراق ضد الاحتلال الاميركي".

وفي حديث لقناة "الجزيرة"، قال الجولاني: "بدأنا في كل مكان في سوريا في مكان واحد وفي سوريا حاولنا تلافي الأخطاء. وفي 27 من الشهر الثاني عشر في العام 2011 كانت أول عملية لنا في سوريا وعملية الاركان لم تأخذ حقها الوافي في وسائل الاعلام. وركز النظام قواته في المدن لحماية المراكز الامنية فبدأنا العمل في الارياف".

ورأى أن "النظام أعطي فرصة ليثبت وجوده بعد التقارب الايراني الاميركي لكن اليوم هناك بعض العصابات المسلحة وسقطت عنه كلمة نظام".

واعتبر أن "الحديث عن مستقبل سوريا السياسي سابق لأوانه وهناك من يستعجل ويحرق المراحل. البرنامج قائم منذ هذه اللحظة. نحن أقمنا هيئات شرعية وستبدأ العمل في المناطق المحررة وهذه الهيئة فيها اقسام كثيرة منها القضاء العسكري والمدني والهيئة الشرعية ومنها تتولى امور الكهرباء والدقيق وهناك مستشفيات تدار في المناطق المحررة. وهذه الهيئات الشرعية لا تتبع لجهة النصرة فقط إنما تشارك فيها فصائل أخرى".

وأكد من جهة ثانية ان "جبهة النصرة لن تتفرد بقيادة المجتمع السوري بعد سقوط النظام حتى لو وصلنا الى هذه المرحلة. عندما تسقط دمشق سيجتمع مجموعة من الاشخاص الذين ضحوا ويضعون خطة مناسبة لادارة هذا البلد ويحكم فيها وفق شرع الله الاسلامي". وقال: "من يتوافق معنا بهذه الشروط والضوابط يدنا بيده. لا نسعى لنحكم البلد بل نسعى لتحكم الشريعة في البلد. المجتمع السوري تغيّر وستكون هناك مرحلة أخرى بعد سقوط النظام".

واشار الى ان "هناك هجمة اعلامية هائلة على توصيف المجتمع في بلاد الشام على انه مجموعة من الاقليات وطائفة ودائماً تصوّر الامور على ان الطائفة السنية تريد ان تقدم"، لافتاً الى ان "الاقليات عاشت مع المسلمين منذ 1400 سنة وهناك نظام اسلامي يحكم وهناك واجبات وحقوق وهناك فروض يجب ان تؤديها هذه الاقليات".

ورأى أن "النظام الاسلامي يحدد حقوق وواجبات الاقليات ولن يظلمها"، معتبراً ان "التكفير له ضوابط شرعية ونحن ننكر على كل من يغلو على تكفير الجماعات والافراد"، وقال: "نحصر مرحلة الحكم على الاشخاص بالكفرفي المحاكم والعلماء وكبار طلبة العلم ونحن نراعي ان المجتمع في سوريا".

ورأى أن "من يشارك في جنيف 2 سيكون شريكاً في بيع الدم التي سالت بسوريا". واعتبر ان "الخلاف بيننا وبين الدولة الاسلامية في العراق والشام هو خلاف عادي بين افراد الاسرة الواحدة".