ترأس النائب البطريركي العام على أبرشية زغرتا - اهدن المطران جوزيف معوض قداس الميلاد في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا، عاونه الخوري اسطفان فرنجية وخدمته جوقة رعية زغرتا- اهدن، في حضور فاعليات وحشد من المؤمنين.

وامل معوضفي عظة الميلاد "ان يكون العيد مليئا بالخيرات والبركات والنعم السماوية على هذه الرعية وعلى وطننا الحبيب وعلى العالم اجمع".

وقال: "ان يسوع المسيح هو مصدر فرحنا لانه خلصنا من الخطيئة التي هي الشر الاكبر وتوصل الانسان الى الكآبة والحزن والخيبة. فالانسان الخاطئ لا يمكنه ان يفرح. اما يسوع المسيح، بتجسده وموته وقيامته من بين الاموات، اعطانا الغفران على كل خطايانا، وبقدر ما انا كمؤمن اتقبل غفران الله والتوبة بقدر ما أكون فرحا. ولا يمكنني ان اشترك بفرح العيد اشتراكا كاملا الا اذا كنت تائبا من كل قلبي توبة صادقة. وحين أتوب، فان ذلك لا يمنحني الفرحة لي فقط وانما يساعدني ان ازرع الفرح عند الآخرين، لأن كل مشاكل العالم تأتي من الخطيئة والأنانية. والمسيح المولود اليوم في مغارة بيت لحم هو مصدر فرح للبشرية لانه خلصنا حين ادخلنا بشركة بنوية بيننا وبين الاب، فهو تجسد ومات وقام فجعلنا ابناء الله الاب بفعل الروح القدوس. ان البنوة الالهية لله الاب هي عطية من الله لنا ولكن هذه البنوة عندها متطلبات في حياتنا، فانا اذا كنت اريد ان اكون من ابناء الاب، علي ان اعيش ما عاش ابنه الوحيد يسوع المسيح بالامانة لله وبالمحبة للاخرين. لذلك علي ان اكون أمينا للاب وان لا اقوم باي عمل الا ما يريده الاب. ويجب ان تكون حياتي من اجل الاخرين كما كانت حياة يسوع كلها من اجل الاخرين".

أضاف: "ان افعالي في حياتي يجب ان تكون من اجل الاخر، وحينذاك نكون نساعد بعضنا لنعيش حياة هانئة، حتى على الصعيد الاجتماعي، لانه بذلك يكون لدينا محرك في الداخل يساعدنا لنتضامن مع بعضنا البعض. ان المسيح اعطانا فرح الخلاص من الخطيئة والفرح بانه جعلنا ابناء الله الاب. انه فرح داخلي وروحي. فنحن كمؤمنين في حياتنا الاجتماعية نختبر فرحا بشريا بمناسبة زواج، مولود جديد، لقاء الاحبة والاصدقاء في خلال الاعياد، والمسيح نفسه بارك الفرح البشري حين شارك في عرس قانا الجليل حين حول الماء الى خمر كي يحافظ على فرحة المناسبة، ولكن الفرح البشري مهما كان كبيرا يبقى محدودا لانه ما من فرح يصل الى فرح السماء، فهو فرح لا محدود. ان الفرح، الاجتماعي والبشري، هو اختبار مسبق للفرح الكبير الذي سنعيشه في السماء. وان يسوع المسيح بولادته اعطى العالم الفرح، انما نحن نعرف ان حياتنا ليست سلسلة افراح، فهناك آلام وصلبان وصعوبات، وهذه الالام نختبرها على الصعيد الشخصي والوطني والعالم. فعلى الصعيد الشخصي هناك الالام النفسية والجسدية. اما على الصعيد الوطني والعالم، فنحن نعيش في اوضاع نكون فيها حذرين على الامن ولدينا هاجس الوضع الاقتصادي. كما ان هناك صعوبات الاستحقاقات الدستورية على مستوى الوطن ولدينا الصراعات الدموية التي تهزنا على مستوى المنطقة، ناهيك عن الصراعات الموجودة على مستوى العالم".

وتابع: "نعيش في عالم مجروح بالالام والصراعات والمآسي. وانا كمسيحي يسوع المسيح هو فرحي، انا مدعو ان اعيش آلامي وضيقي ومحنتي بروحانية التجسد وروحانية الفصح. وانا مدعو الى ان اتحمل الامي بروحانية الفصح كما تألم يسوع على الصليب ومات ومن ثم قام من بين الاموات، كذلك انا كمسيحي علي ان اترجى. فالرجاء هو اساس ايماننا. وقداسة البابا فرنسيس في الارشاد الرسولي حول فرح الانجيل يقول: ان رسالتنا ككنيسة ان نعلن فرح البشارة في ثلاثة مجالات: اولا، لبعضنا البعض كمسيحيين لنساعد بعضنا البعض على التجاوب مع محبة ربنا لنا. ثانيا، رسالتنا ان نعلن فرح البشارة للمعمدين الذين لا يعيشون بمقتضى معموديتهم من خلال فصلهم بين ايمانهم وبين حياتهم الاجتماعية ولان الكنيسة تتنبه لهم وتسعى الى توبتهم ليعيشوا فرح الايمان، وثالثا، فئة اعلان فرح الانجيل للاشخاص الذين لا يعرفون المسيح ولا يؤمنون به ويقول عنهم البابا انهم اشخاص يبحثون سرا عن الله ومن حقهم ان يتلقوا البشارة بالانجيل ومن واجبنا كمسيحين ان ننقل اليهم هذه البشارة".