أشارت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ​أرييل شارون​ مات قبل يومين وبعد غيبوبة دامت ثماني سنوات، ويتذكر العرب شارون بجرائمه اللاإنسانية وعنفه الوحشي ضد أهلنا في فلسطين وتسببه في مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان، التي لم يستثن فيها طفلاً أو امرأة أو عجوزاً، ولا ينسى العالم الفيديو الذي يصور المشهد المأسوي لحظة مقتل المواطن الفلسطيني الدرة وطفله محمد وهو يحاول حمايته من وابل الرصاص، ويترجى جنود الاحتلال بألا يقتلوا الطفل، هذه الصورة الوحشية التي هزت ضمير العالم بمن فيه الشعب الإسرائيلي، وعكست كراهية شارون الصهيوني المتعصب للشعب الفلسطيني وللعرب عموماً"، لافتة إلى ان "أرييل شارون هو نموذج تاريخي للسفاحين ومجرمي الحرب الذين سيذكرهم التاريخ بدمويتهم ووحشيتهم ولا إنسانيتهم، كما يمثل خير تمثيل سلوك الصهيوني المتعصب الذي يعكس بأمانة طموحات إسرائيل وأهدافها التوسعية واجتثاث الشعب الفلسطيني من أراضيه وقتل أبنائه بدم بارد"، مضيفة: "أليس من المفارقة اتهام شارون بأنه مجرم حرب ومرتكب جرائم ضد الإنسانية، بينما يوصف (الرئيس السوري) ​بشار الأسد​ بأنه بطل المقاومة والممانعة؟ رغم أنه ارتكب مجازر إبادة ضد شعبه بوسائل أكثر وحشية من وسائل شارون أو أي رئيس وزراء إسرائيلي آخر؟ والمفارقة الأخرى أن شارون ارتكب المجازر ضد الشعب الفلسطيني والعرب الذين يعتبرهم أعداء لإسرائيل وخطراً على وجودها، لكنه لم يطلق طلقة واحدة ضد شعبه بينما ارتكب الأسد المذابح ضد شعبه وأهله هو ولم يطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل التي تحتل أراضيه، ولو قارنا عدد من قتل من العرب على يد شارون وجنود الاحتلال لوجدناه أقل ممن قتل من أبناء الشعب العربي السوري على يد بشار الأسد، لكن المشترك بينهما أنهما رغم جرائمهما فإنهما حظيا بحماية دولية".

وأضافت الصحيفة: "شاروناتنا أكثر وحشية مع شعوبهم من وحشية شارونات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وسيزول الأسد وكل طغاة العرب لكن التاريخ سيحفظ أسماءهم في سجل المجرمين، سواء كانت مبرراتهم الحفاظ على يهودية إسرائيل أو مقاومة العصابات وحفنة من المخربين أو الدفاع عن الإسلام، فجميعهم في القتل والإرهاب سواء"، لافتة إلى أن "المفارقات لا تتوقف عند هذا السلوك، بل تتعداه إلى خيانة الشعوب العربية وخيانة الإسلام من خلال وضع الطغاة يدهم بيد شارون الذي يعتبرونه أقل خطراً من شعوبهم العزل، التي خرجت بمظاهرات سلمية تطالب بالإصلاح والديموقراطية والعدالة الاجتماعية والخبز والكرامة الإنسانية، والجميع يذكر الصورة الشهيرة لرجب طيب أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية وأحد أقطاب التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وهو يضع يده بيد السفاح أرييل شارون، أردوغان وحزبه المتورطان بفضائح فساد وسرقة للشعب التركي الصديق، واللذان تدافع عنهما باستماتة الأحزاب الإسلامية السياسية العربية وبالأخص الاخوان المسلمين، معولين على جهل شعوبهم وغفلتها عن مؤامراتهم السرية والإرهابية ضد شعوبهم العربية باسم الإسلام والدفاع عنه".