أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى ان "إرث رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون بالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية يعتبر واضح المعالم، فهم يستطيعون لمسها من نوافذ منازلهم التي تطل على الجدار العازل المصنوع من الإسمنت الذي تعلوه الأسلاك الشائكة وتحيط به أبراج المراقبة، ويمتد هذا الجدار حوالي 700 كيلومتراً وتكسوة العديد من رسومات الغرافيتي".

وفي إفتتاحية الصحيفة بعنوان "​أرييل شارون​: إرث الإنقسام"، أشارت إلى أن "حياة شارون كانت مليئة بالرمزية، وكان يحب جنوده، إلا أن سمعته الوحشية كانت ترافقه بإستمرار، ففي عام 1982 وبينما كان وزيرا للدفاع، سمح شارون لحزب الكتائب بدخول مخيم صبرا و شاتيلا للاجئيين الفلسطينيين حيث قتلوا أكثر من 700 من الرجال والنساء والأطفال"، لافتةً إلى ان "تحقيق الحكومة الإسرائيلية توصل إلى أن شارون يتحمل المسؤولية الشخصية عن هذه الحادثة"، مضيفةً ان "شارون كان من المتحمسين لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية".

وأضافت الافتتاحية أن "حياة شارون المثيرة للجدل كانت شبيهة إلى حد بعيد بظروف انتخابه في عام 2001 وذلك بعد قيامه بزيارته الاستفزازية إلى الحرم القدسي بحراسة 1000 شرطي إسرائيلي مما آثار أعمال شغب لتبدأ بداية الإنتفاضة الثالثة"، متسائلةً: "إن كان شارون الذي أصيب بالسكتة الدماغية في كانون الثاني عام 2006 خلق سراً من أسرار ديمومة الحياة السياسية في الشرق الأوسط، ففي نهاية حياته، قرر زعيم الحرب ضمان السلام من خلال الانسحاب من الضفة الغربية"، قائلةً: "قد نحيي الانسحاب من غزة، ولكننا لا يمكن أن نتغاضى عن دوره في بناء المستوطنات، أو إيمانه منذ فترة طويلة أن مواجهة "الإرهاب" لا يتم إلا بالرصاص والقنابل".