حذرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية من "التداعيات المتوقعة للاتفاق النفطي المزمع بين روسيا وإيران، والذي قالت: إنه قد يؤدي إلى تقويض حصار العقوبات الذي تقوده الولايات المتحدة ضد طهران".
وذكرت المجلة: إن "الاتفاق المتوقع سوف يوفر بعض العون المالي على المدى القصير لإيران، ويعتبر انتصارا بالنسبة لروسيا، إلا أنه في المقابل يخلق مشكلات متنوعة، لإن أي اتفاق متعلق بالطاقة بين موسكو وطهران سوف يسهم في تعقيد جهود إدارة أوباما لمنع فرض عقوبات جديدة ضد إيران من الكونغرس، والأهم من هذا بحسب التقرير أنها سوف تثير التساؤلات حيال استراتيجية روسيا على المدى الطويل في المنطقة".
وأشارت المجلة إلى أن "روسيا لا تحتاج إلى النفط لأنها تمتلك ما يكفي من إنتاجها، لذلك فإن مغزى الصفقة هو شحن النفط من إيران"، وبحسب التقارير فإن المسؤولين الروس والإيرانيين يتوقعون التوصل إلى الاتفاق في القريب بغض النظر عما ستسفر عنه مفاوضات جنيف حول البرنامج النووي لطهران.
اضافت إن "دوافع روسيا للدخول في تلك الصفقة تبدو واضحة، حيث ستضعها تلك الخطوة في قلب الجهود الدولية الرامية إلى نزع أنياب البرنامج النووي الإيراني وإرسال رسالة واضحة للولايات المتحدة مفادها أن موسكو سوف تقف أمام الجهود الغربية الرامية لوضع المزيد من الضغوط الاقتصادية على النظام الإيراني".
وفي السياق، اشارت آمي مايرز جافي، المدير التنفيذي لقسم الطاقة والاستدامة في جامعة كاليفورنيا، لـ"فورين بوليسي" الى إن "الصفقة ستكون انتصارا مزدوجا لروسيا فهي من ناحية تضعف وتحرج أوباما، ويجعل موسكو شديدة الانخراط فيما يتعلق بمستقبل البرنامج النووي الإيراني".
إبرام الصفقة، بحسب المجلة، "سيكون له آثار مربكة أخرى على الصعيد الدولي، لان وجود هذا الإنتاج الجديد من النفط الإيراني في السوق العالمية سوف يدفع أسعار النفط الخام للانخفاض، أو على الأقل يكبح جماح السعر المرتفع تاريخيا، وهذا الأمر لطالما حاولت موسكو تجنب حدوثه لاسيما، وأنها تعتمد على عائدات بيع النفط بالأسعار العالية".
واوضحت انه "في الوقت نفسه الصفقة المحتملة قد تحمل المخاطر لإيران، لقد وافقت طهران على المفاوضات على أمل تخفيف بعض من الضغط الاقتصادي الخانق الناجم عن العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على صادراتها النفطية. في حالة إبرام تلك الصفقة مع روسيا، فإن المشرعين في الولايات المتحدة سوف يستغلون الفرصة لفرض المزيد من العقوبات، الأمر الذي سبق وحذرت طهران من أنه سيعني انتهاء المحادثات". وأكثر من هذا يذهب التقرير إلى "التحذير من احتمال تأثر العلاقات الروسية- السعودية في المستقبل جراء الصفقة الجديدة، لاسيما أن أي تحرك روسي لتعزيز إمدادات النفط العالمية يتصادم مع ضرورات الميزانية السعودية. إضافة إلى أن أي دعم دولي لإيران الشيعية يثير غضب المملكة، وسبق أن عبرت عن هذا حيال الولايات المتحدة بسبب المفاوضات النووية في جنيف".
ويأتي تقرير فورين بوليسي في أعقاب الكشف عن اقتراب روسيا وإيران من اتفاق مقايضة نفطي يتم بموجبه مبادلة بضائع غير محددة لطهران في مقابل حصول روسيا على قرابة 500 ألف برميل من النفط يوميا بقيمة تصل إلى 1.5 مليار دولار شهريا في ظل الأسعار الحالية للنفط.