رأت صحيفة "المدينة" السعودية أنه "ليس بوسع أحد معرفة ما إذا كان هناك جولة مباحثات جديدة في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة التي حدد المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي انعقادها في العاشر من الشهر الجاري لاسيما بعد طلب وفد النظام التشاور مع دمشق قبل إعلان قبولها بذلك. لكن يمكن القول في المحصلة إن الجولة الأولى من المباحثات، ورغم عدم تحقيقها أي قدر من التقدم على صعيد حلحلة الأزمة، إلا أن المعارضة السورية نجحت من خلالها في أن تكشف للعالم طبيعة نظام الأسد، وأنه من يقف بوجه أي حل سياسي خاصة بعد أن عطل فتح الممرات الإنسانية وتبادل السجناء ووقف إطلاق النار ولو جزئيًا، وهو ما أكدته مجموعة أصدقاء سوريا التي اجتمعت أمس الأول لتقييم نتائج المرحلة الأولى من المفاوضات بقولها إن حكومة الأسد مسؤولة عن عدم إحراز تقدم في الجولة الأولى من محادثات جنيف".

وأشارت إلى أن "تلك الجولة، وبالرغم من ذلك، نجحت في تأكيد الحقيقة بأن قيادة المعارضة الموحدة التي ذهبت إلى جنيف -2، وعلى رأسها أحمد الجربا مؤهلة بشكل جيد في أداء مهمتها لكسب معركة جنيف-2 السياسية بعد كشفها الغطاء عن حقيقة النظام وتعريته أمام رعاة المؤتمر، وبعد أن أثبتت للعالم أن الطاغية بشار الأسد يمثل الوجه الحقيقي لإرهاب الدولة عندما استورد الإرهاب واستعان بميليشيات طائفية من إيران ولبنان والعراق، وعندما استخدم القوة المفرطة في قتل شعبه وتعذيبه وحصاره وتشريده".

واعتبرت أنه "لاشك أن النظام السوري أصبح في مواجهة ورطة حقيقية في ضوء خسارته الجولة الأولى من المفاوضات، لاسيما وهو يواجه تهمة جديدة من جانب واشنطن بعدم التزامه باتفاق التخلص من أسلحته الكيميائية، وهو ما تمثل أمس بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش مؤتمر ميونخ للأمن للضغط على الحكومة السورية للتعجيل بالتخلص من الأسلحة الكيماوية بعد أن أصبح من الواضح أن النظام يماطل في التزامه بتنفيذ الاتفاق، إلى جانب استمرار تردي الأوضاع الإنسانية في سوريا بما يؤكد على عدم الجدية في التعاون مع المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة. بيد أن نظام الأسد يدرك جيدًا أن فشل جنيف-2 يعني شيئًا واحدًا: العودة إلى خيار القوة".