أوضحت صحيفة "​القبس​" الكويتية، في مقال تحت عنوان "وثيقة بكركي وحياد لبنان" أن "صدر عن مجمع المطارنة الموارنة برئاسة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ايام وثيقة حول الوضع في لبنان والمنطقة، اعتبرت بمثابة خارطة طريق ترسمها البطريركية للبنان المستقبل"، معتبرةً ان "الوثيقة جاءت في توقيت حساس، حيث تشهد البلاد انهيارا في العلاقات الاسلامية - الاسلامية، والاستقطاب الحاد على اشده، ويقترب من مرحلة التصادم الذي قد تودي بالبلاد الى التهلكة. خاصة ان الازمة السورية المفتوحة على كل الاحتمالات تهدد بانهيار الكيانات الموجودة اصلا".

واشارت الصحيفة الى انه "يمكن اعتبار الوثيقة بمثابة الانذار الى كل الافرقاء بأن الامور ذاهبة باتجاه كارثي ما لم يتم تدارك الوضع سريعا، من خلال التمسك بالميثاق الوطني"، لافتةً الى انه "من هذا المنطلق رأت الوثيقة ضرورة العودة إلى جوهر الميثاق والالتزام به، والتمسك بأبعاد صيغة "لا شرق ولا غرب"، مؤكدة ان المشروع اللبناني يقوم على فكرة الحياد الايجابي، المرتكز على قوته الدفاعية بدعم الجيش وسائر القوى الأمنية، والملتزم قضايا الأسرة العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية، وتلك المتعلقة بالعدالة. وهي تؤكد على تحييد لبنان عن الصراعات بين المحاور الإقليمية والدولية.وترى البطريركية ان الحياد من انجح الطرق للحفاظ على التعددية في البلدان المركبة كما اظهرت تجارب التاريخ، وهدفه الحفاظ على الاستقرار ومنع انعكاس الحروب والخلافات الاقليمية والدولية على السلم الاهلي الداخلي".

ومن هذا المنطلق، برأي الصحيفة، "جاء تبني الوثيقة لاعلان بعبدا الصادر في يونيو 2012 الذي اتفق بموجبه الزعماء في هيئة الحوار الوطني على تحييد لبنان عن سياسات المحاور والصراعات الاقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والازمات الاقليمية وبالاخص الازمة السورية".

واشارت الى ان "اللبنانيين دفعوا اثمانا غالية نتيجة الصراع بين المحاور، منذ وصول عبد الناصر الى الحكم في مصر عام 1954 وميله نحو المعسكر الشرقي مما تسبب لاحقا بانفجار الصراع الداخلي عام 1958 وكاد ان يودي بوحدة البلاد. ثم جاء الانقسام والانفجار الكبير في 1975 على خلفية وصول الكفاح المسلح الفلسطيني الى لبنان بعد احداث ايلول الاسود في الاردن عام 1970، كما ان البلاد لا تزال تعيش ومنذ الانسحاب السوري عام 2005 الى اليوم صراعا داخليا مرتبطا بصراع المحور الايراني - السوري من جهة وما يسمى محور الاعتدال العربي". وختمت الصحيفة بالاعتبار ان "على اللبنانيين ان يتذكروا بأنه وبسبب التوازنات الداخلية فإن كل الاحداث السابقة كانت تنتهي بعبارة "لا غالب ولا مغلوب" بعد ان يكون الوطن قد دفع ثمنا باهظا من شبابه واقتصاده وتقدمه نتيجة ارتهان الافرقاء الى الخارج".