يتراجع سيناريو الحسم العسكري لأزمة يبرود على حساب الحل السلمي، فالمنطقة قد تكون على موعد قريب مع تسوية تجنبها الدمار على غرار ما حصل في مناطق النبك وداريا والمعضمية. المعركة، وكما تؤكد مصادر واسعة الاطلاع، مؤجلة لفترة تتراوح ما بين أسبوع و 3 أسابيع، لاعطاء مجال للمفاوضات توصلا لحل سلمي يقضي بخروج المسلحين من دون سلاحهم الى عرسال أو درعا أو حتى الرقة.

وتشير المصادر الى ان المفاوضات والمبادرات التي تطرح حاليا يتخللها اغراءات مالية لتشجيع المسلحين على تسليم سلاحهم والانسحاب، وتقول: "القرار اتخذ بالانتهاء من ثغرة يبرود والنظام السوري يعمل على خطين غير مترابطين ولكن بالتوازي، الخط السلمي، والذي يعطيه حاليا الاولوية لوجود عدد كبير من المدنيين ولرمزية يبرود المسيحية، وذلك من خلال السعي لمصالحات وتسويات وهو مسار يلزمه مدة غير قصيرة".

أما المسار الثاني، فقد انطلق فيه النظام السوري ولكنّه في مراحله الأولى، وهو حاليا يطهر جيوب الاسناد في المنطقة باطار التحضير للمعركة، على ان تليه مرحلة التطويق المحكم وصولا للاطباق والمعالجة العسكرية.

وتتوقع المصادر، في حال تقرر الحسم عسكريا، أن تكون ​معركة يبرود​ أقسى من معركة القصير، كون يبرود حاليا هي بمثابة الحصن الأخير للمسلحين في المنطقة. وتضيف: "أما الحل السلمي فيتضمن شرطا واضحا لن يكون النظام السوري بوارد التنازل عنه وهو ان من يخرج من يبرود سيخرج من دون سلاحه اما الى عرسال او درعا او الرقة".

ولم تتمكن القوى المعنية حتى الساعة من حسم العدد الفعلي للمسلحين في يبرود، وهي تتوقع ان يتراوح ما بين 1000 و 4000 مقاتل.

اما لبنان فسيكون له حصة كبيرة من معركة يبرود، سواء أجاء الحل سلميا او عسكريا. وتشير المصادر الى ان عددا كبيرا من المسلحين سواء تركوا اسلحتهم او عملوا على تهريبها سيتوجهون الى لبنان في حال تقرر الحل السلمي، اما اذا كان الحل عسكريا فكل الاحتمالات ستكون مفتوحة والتداعيات السلبية لن تكون محصورة.

وعمّا اذا كان حزب الله سيشارك في المعركة، اذا ما حصلت، تكتفي المصادر بالقول: "ليبرود نفس خصوصية القصير... وقد تقرر انهاء هذه المسألة قبل نهاية الشهر الحالي مهما كانت الأثمان باهظة خصوصًا أنّه قد حان وقت ضبط الحدود مع لبنان وحماية المناطق اللبنانية من الصواريخ الغريبة".

أما المقاتلون في يبرود، فيتحضرون للمعركة التي لا يتوقعون أن تكون قريبة جدا، هم يتابعون تحركات وحشود الجيش السوري حول المنطقة، لكنّهم يؤكدون ان معنوياتهم مرتفعة، "فقد اكتسبنا خبرة من المعارك السابقة".

ولا تستبعد مصادر سورية ان يتجاوب المسلحون مع الطرح السلمي نظرا للضغوطات التي يمارسها "اليَبْرودِيُّون" عليهم، "فمعاملهم ومصانعهم لا تزال منتجة والمنطقة معروفة على انّها قاعدة صناعية وزراعية، وهم ليسوا بصدد الرضوخ لتدميرها والقضاء على مصادر رزقهم".

القرار اتخذ إذاً بالحسم، سواء العسكري أو السلمي، في يبرود، التي يبدو أنّها ستنضمّ إلى مناطق استراتيجية وُضِع كلّ الثقل عليها، ثقلٌ لن يؤدي إلى إنهاء الحرب الدائرة على الأراضي السورية، حربٌ يُتوقَع أن تستمرّ لأمدٍ قد يكون بعيدًا وبعيدًا جدًا..