في ظلّ حالة الركود السياسي التي تعم البلاد، نجح ​الجيش اللبناني​ في تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد مكافحة الإرهاب خلال فترة قصيرة، بعد التفجيرات المتنقلة التي وقعت في أكثر من منطقة، على الرغم من أن بعض الجهات السياسية والدينية سعت إلى عرقلة عمله من خلال القيام بحملة تحريضية واسعة ضده.

لم تعر المؤسسة العسكرية الإهتمام لكل الإفتراءات التي حصلت. واصلت عملها بكل جدية وحرفية، وتمكنت من الوصول إلى نتائج مهمة جداً، ومن المؤكد أنها مستمرة في عملها من أجل حماية لبنان واللبنانيين.

إنجازات كبيرة

لبنان ليس الدولة الوحيدة على الصعيد العالمي التي تعمل على مكافحة الإرهاب، لكنه من الذين حققوا نجاحات كبيرة على الرغم من الإمكانيات الضعيفة التي لدى الأجهزة الأمنية، وهذا الأمر من المفترض أن يكون محل تقدير واسع لدى مختلف الجهات.

وفي هذا السياق، يعتبر العميد الركن المتقاعد ​أمين حطيط​ أن ما تحقق يضع الجيش اللبناني، لا سيما مديرية المخابرات، في موقع متقدم بين أجهزة المخابرات العالمية، ويدعو إلى التنبه لأنها قامت بعملها بحرفية كاملة، حيث تم الإنجاز من دون إثارة الضجيج، وألقي القبض على قادة خلايا إرهابية من دون المس بالمدنيين، ويصف هذا الأمر بالإبداع على الصعيد الأمني.

ويرفض العميد حطيط، عبر "النشرة"، الكلام عن ان هذا الأمر يستجلب الخطر إلى الجيش، حيث يؤكد أن الخطر يلازم العسكري منذ لحظة تطوعه في المؤسسة العسكرية إلى حين تقاعده، ويرى أن ما قام به الجيش حماه ولبنان معاً، ويشدد على أن الجيش هدف أساسي للإرهاب منذ وقت طويل، ويذكر بأنه كان أول من إستُهدف في الضنية، وبعد ذلك في مخيم نهر البارد.

من جانبه، يؤكد رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن هاشم جابر أن في لبنان أكثر من جهاز أمني يتمتع بكفاءة عالية جداً، ويستطيع خلال ساعات قليلة الوصول إلى معلومات مهمة، لكنه يشير إلى مشكلة أساسية تتعلق بأنها غير موضوعة تحت أمرة واحدة، على الرغم من وجود تنسيق في حده الأدنى بينها، ويلفت إلى إقتراحه في أكثر من مناسبة إنشاء غرفة عمليات مشتركة تتمثل بها مختلف الأجهزة من أجل تبادل المعلومات.

ويؤكد العميد جابر أن مخابرات الجيش أثبتت، رغم الإمكانيات الضئيلة التي لديها، بأنها قادرة على تحقيق إنجازات نوعية، ويشدد على أن من المفترض الإشارة إلى أن هناك رجالاً يعملون بكل إخلاص لخدمة وطنهم، بالرغم من أن هذا الأمر لا يعني القدرة على وقف الإرهاب بشكل كامل.

العمل لا يحتاج إلى غطاء سياسي

في ظل هذه الإنجازات التي تحققها المؤسسة العسكرية، تُطرح الكثير من الأسئلة حول مواكبتها من قبل بعض القوى السياسية التي تحرض في معظم الأحيان، ومن ثم تبدأ باصدار بيانات التهنئة، مع العلم أن بعضها يستمر في حملاته من دون التنبه إلى مخاطرها على الصعيد الوطني.

وفي هذا الإطار، يشدد العميد حطيط على أن معظم سياسيي لبنان يفتقدون إلى الحس الوطني، وهم يبحثون عن الكسب الشعبي في مواقفهم، ويؤكد أن الجيش يدرك هذا الموضوع جيداً، ويتعامل معهم على هذا الأساس.

ويوضح العميد حطيط أن الجيش لا ينتظر القرار السياسي عندما يكون العمل الذي يقوم به يتطابق مع ما هو منصوص عليه في قانون الدفاع الوطني، ويضيف: "لو كان الجيش ينتظر ذلك دائماً لما نفذت الكثير من العمليات الأمنية المهمة".

ويتفق العميد جابر مع العميد حطيط ف أنّ المؤسسة العسكرية ليست بحاجة إلى استشارة الجهات السياسية عند كلّ مناسبة، ويوضح أن عدم وجود حكومة في المرحلة الراهنة لا يعني عدم مواصلة الأجهزة الأمنية عملها، لكنه يعتبر أن وجودها يساعد في تغطية عملها وحمايتها، ومن هنا يدعو إلى تشكيلها بأسرع وقت ممكن.

في المحصلة، نجحت المؤسسة العسكرية في تحقيق إنجازات نوعية خلال فترة قصيرة، بدأت بتوقيف زعيم ما يسمّى بأمير تنظيم "كتائب عبدالله عزام" الارهابي ماجد الماجد وصولاً إلى توقيف الإرهابي نعيم عباس، وهي بالتأكيد ستواصل عملها من أجل تحقيق المزيد في الأيام المقبلة.