أشارت صحيفة "الجزيرة" السعودية إلى انه "حتى قبل أن تبدأ مباحثات جنيف2 كان متوقعاً أن ينسف وفد الرئيس السوري بشار الأسد المباحثات، فهدف نظام الأسد هو المماطلة بعد أن إعتقد أن الوضع الميداني لصالحه بعد إسترجاع بعض المناطق والمدن السورية من المعارضة، عبر المليشيات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" اللتين ثبت تنسيقهما مع النظام، حتى وإن ادعى العكس، ولهذا فقد عمد وفد نظام الأسد في مباحثات جنيف2 إلى المماطلة، وانتهاج نهج ألوية البحث، على طريقة "لدجاجة أم البيضة أولاً"، إذ يطالبون بالبدء ببحث مواجهة الإرهاب، رغم أن الجميع يعلم مَن يدعم الإرهاب ومَن استدعى منظماته الإرهابية، سواء داعش أو القاعدة، والتنظيمات والفصائل الإرهابية الطائفية من حزب الله ومليشيات أبو الفضل العباس، وأن من فعل ذلك هو النظام نفسه من خلال تجنيد مخابراته للعناصر الإرهابية لخبرتهم وتاريخهم في التعامل مع هذه العناصر الإرهابية".

وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت ان "هكذا إنتهج وفد الأسد أسلوب التسويف في المباحثات من أجل إفشالها، أو على الأقل مدها أوقاتاً إضافية معتقداً أن قواته والعناصر الإرهابية المتعاملة معه من كلا الجانبين ستحسم الوضع، وتقضي على المعارضة الوطنية السورية، ولهذا فإنهم لا يعولون على المباحثات، وقد حضروا من أجل كسب الوقت، إلا أن هذه الاستراتيجية كشفت للقوى الدولية والإقليمية طبيعة هذا النظام أكثر فأكثر، وبخاصة الإدارة الأميركية التي تواجه ضغوطاً، ليس من حلفائها الدوليين والإقليميين بل من الشعب الأميركي ومؤسساته الدستورية، إذ بدأ الكونغرس الأميركي تحركاً، سيفرض على الإدارة الأميركية إتخاذ مواقف أكثر حزماً من قبل، وفعلاً بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما يتحدث عن خيارات سياسية جديدة، وهو ما سيشكل صدمة كبيرة لنظام الأسد وحلفائه الذين يعتقدون أن الموقف الأميركي لا يتطور، وقد أثبتت التحركات في واشنطن وفي العواصم الغربية أنهم مخطئون لأن للصبر حدود".

كما أشارت الصحيفة إلى ان "الدوائر العسكرية والأمنية الأميركية تداولت معلومات بأن من بين خيارات اأوباما الجديدة مد المعارضة المعتدلة بسلاح نوعي، وهو ما كشفه رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، الذي وعد الثوار السوريين عند زيارته لمحافظة إدلب غرب سوريا بأن السلاح النوعي سيتدفق عليهم"، لافتةً إلى ان "المعلومات الواردة من واشنطن وأقوال أحمد الجربا وتأكيدات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إضافة إلى الانتصارات التي حققها الجيش السوري الحر وعجز قوات الأسد والمليشيات الطائفية في معركة القالمون، تؤشر جميعها إلى تحولات نوعية قادمة على الأرض، ستجبر نظام الأسد على الانخراط بجدية في مفاوضات جنيف2 في جولتها الثالثة".