رأى رئيس الائتلاف السوري المعارض ​أحمد الجربا​ أنّ "نتائج مفاوضات "جنيف 2" جاءت أقلّ من متواضعة، وهذا أمر متوقّع. لأنّ تقديرنا تأكد بأنّ نظام بشار الاسد لن يقدّم أيّ خطوة في اتجاه حل سياسي حقيقي وديمقراطي إلّا بضغوط، ومن الواضح أن لا ضغوط عليه"، لافتا إلى اننا "ذهبنا إلى جنيف لنثبت للعالم، على رغم صعوبة القرار الذي اتخدناه بالمشاركة، أنّه لدينا مشروع، في حين أنّ النظام لا يريد أيّ تغيير، وهذا الأمر هو برسم مجلس الأمن والجامعة العربية".

واعتبر انه "في حال فشل المفاوضات، على مجلس الامن التحرّك ما لم يقم الروس بالتعطيل"، وقال: "العالم الحرّ والدول العربية مطالبون بتحرّك حقيقي لإيجاد خطة ثانية"، محملا النظام مسؤولية فشل "جنيف 2"، والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي وضع بنفسه يده على الجرح ويعرف من المسؤول عن فشل جنيف".

وأوضح في حديث صحفي ان "مؤتمر "جنيف 2" يقوم على تشكيل هيئة حكم إنتقالية تمارس الصلاحيات الرئاسية، وهو يعتمد بيان "جنيف 1"، حيث تتولّى صلاحيات الأسد هيئة الحكم الإنتقالي، ولن نتسلّم نحن السلطة. سيكون هناك توافق على شخصيات مقبولة من الطرفين، ولكن لا دور للأسد بالتأكيد".

وأشار الجربا إلى ان "النظام لم ينجح في القضاء على الثورة، ولا الأخيرة استطاعت اقتلاع النظام من جذوره. نحن سلكنا طريق الحل السياسي، وذهبنا الى "جنيف 2" لكي لا يتدمّر البلد أكثر"، معتبرا ان "سوريا انتهت، فكل يوم أولادنا ينزفون ويقتلون، والنظام لا يجد أنّ هناك مشكلة. فإذا فشلت المفاوضات، سيكون هناك دعم للائتلاف ولا سيما لأذرعته العسكرية. وعلى رغم أنّ الولايات المتحدة الأميركية لم تعِد بسلاح نوعي، لكن بعد "جنيف 2" سنشهد مرحلة جديدة، سنحصل فيها على دعمٍ سياسي وعسكري وإنمائي".

وعن الهدف من زيارة إدلب في هذا التوقيت، أوضح ان "المفروض أن نزور أبناء شعبنا في كلّ الاماكن والاوقات، وفي هذا السياق جاءت زيارة ادلب. وكان توقيت الزيارة ضرورياً بعد "جنيف 2"، لكي لا يشعر أهلنا أننا تخلّينا عنهم"، وقال: "لقد جلتُ على أكثر من 10 مدن وذهبت إلى خط النار، وتحدثت مع الثوار الذين يحملون السلاح على الجبهة، وطمأنتهم إلى أننا لن نتخلى عنهم ونحن وإيّاهم في خندق واحد. ولقد لمست ايجابية من الناس بأنّهم يؤيدون الحل السياسي طالما توافَقَ مع ثوابتنا، وفي مقدّمها اسقاط نظام عائلة الأسد".

وشدد على ان "الائتلاف ضدّ التطرّف، ووَجه هذا التطرف القبيح يتمثّل بـ"داعش". وقد قدّم الثوار العديد من الشهداء في المعركة مع "داعش"، وقتلوا أكثر من 800 من عناصر هذا التنظيم المتطرف. وبعد زيارتي إلى إدلب التي حرّرها الثوار من قبضة "داعش"، تأكدتُ من تنظيفها نهائياً من هذه العناصر. الوضع مماثل في دير الزور، ونعمل على تحرير المناطق الاخرى من هذه التنظيمات المتطرفة تباعاً".

من جهة أخرى، أكد الجربا ان "حزب الله" هو من يوقف النظام على رجليه، النظام ميت أصلاً، ويحتاج أن نصلّي عليه صلاة الجنازة"، معتبرا ان "دعم "حزب الله" هو بمثابة إعادة حقن النظام ليكون قوياً، ويستمر".

وقال: "لا نعرف إذا كانت التفجيرات التي استهدفت مناطق "حزب الله" هي من تنفيذ الاستخبارات الإيرانية أو السورية، وما إذا كان الهدف منها خلق الفتنة"، موضحا ان "مشكلتنا مع الحزب أنّه يقتل السوريين والسوريات. في الماضي اتّهموا "ابو عدس" بقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ليتبيّن في ما بعد أنّ المنفذين عناصر من "حزب الله".

وتمنى للحكومة الجديدة التوفيق"، وقال: "نعوّل على دور إيجابي لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام كونه ابن شخصية وطنية، ومع وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين تخطّوا المليون نسمة، نتطلع إلى تعاون الحكومة اللبنانية إيجاباً مع الائتلاف في هذا الموضوع الإنساني والأخوي تحديداً، وليس لدينا مصلحة في بقاء السوريّين في لبنان، وليطمئنوا أنّ كل سوري لا يريد البقاء في طرابلس أو البقاع، بل العودة إلى دياره".

وأشار إلى اننا "نمدّ يد المساعدة إلى الحكومة اللبنانية للسيطرة على الوضع وحماية السوريين"، داعيا إياها إلى "القيام بدور إيجابي في معالجة الأزمة السورية وفي انكفاء "حزب الله" عن التدخل في شؤون السوريين، وذلك كفيل بنزع فتيل النزاع الداخلي في لبنان"، وأمل "تحسين أداء الحكومة وعدم اللجوء الى سياسات أمنية مسيئة في حق النشطاء واللاجئين السوريين، ونحن حريصون على احترام سيادة لبنان وجيشه وعدم الإساءة لأهلنا وأخواتنا في هذا البلد الشقيق".