لم يكن الدخول "الإسرائيلي" على خط معارك يبرود أول تدخل مباشر في مجريات الحرب الدائرة في سورية، ولن يكون الأخير على الأرجح، في ظل تلاقي المصالح الجديد بين "إسرائيل" والسياسة السعودية في الوضع السوري.

مصادر سورية "معارضة" تؤكّد أن التنسيق القائم بين الطرفين ينطلق من معارضة التقارب الإيراني - الأميركي، ويمتد إلى الداخل السوري، مشيرة إلى أن تل أبيب تتدخل لوجستياً في المعارك التي يخوضها المسلحون في جنوب سورية منذ فترة ليست بالقليلة، وموضحة أن التشويش "الإسرائيلي" كان سلاحاً أساسياً في الهجوم الذي شنه هؤلاء قبيل انطلاق مؤتمر "جنيف-2"، كما أن لمسات تدريبية "إسرائيلية" بدأت تظهر، خصوصاً لدى العائدين من العلاج في "إسرائيل"، خصوصاً أن أكثر من 1600 شخص دخلوا إلى المستشفيات "الإسرائيلية"، عاد منهم نحو 450 شخصاً فقط.

ويؤكد "معارض سوري" بارز أن الغارات "الإسرائيلية"، حتى لو لم تكن فعالة في مسار المعركة، إلا أن لها "فوائد" نفسية هامة؛ توضّح للمقاتلين المحاصَرين أنهم "ليسوا متروكين"، مشدداً على أن الغارات تمتّ بطلب سعودي مباشر، وقد ذكرت القناة العبرية العاشرة بوضوح أن "إسرائيل" تساعد المعارضة السورية، كما اعتبرت أن الغارة "الإسرائيلية" الأخيرة على الحدود اللبنانية - السورية أعطت دعماً للمعارضة السورية، ما سيؤدي إلى مزيد من العمليات ضد "حزب الله" في الضاحية الجنوبية.

ويعتقد "المعارض" على نطاق واسع أن "الإسرائيليين" يقدمون معلومات "قيّمة" للمسلحين، الذين يقومون بـ"خدمات صغيرة" لقاءها، ليس أولها فتح مسارب السدود السورية التي تقنن وصول المياه إلى بحيرة طبريا، حارمين السوريين منها لصالح رفع منسوب المياه "الإسرائيلي" في سنة الجفاف الكبير المتوقَّعة في المنطقة.

وتستغرب المصادر السورية "المعارضة" الرافضة لهذا التطبيع كيفية تركيز المسلحين على مراكز الدفاع الجوي السوري لاستهدافها من دون غيرها، حيث تم تعطيل 17 مركزاً مهماً حول دمشق وحدها، الأمر الذي سهّل غارات "إسرائيلية" لاحقة، وتقول المصادر إن هذه المواقع لا تشكل خطراً على المسلحين، لكنهم أعطوا الأولوية لاستهدافها، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الدور المطلوب منهم.

أما في الجانب السياسي، فيؤكد المعارض نفسه أن "مهمات تطبيعية" أُسندت إلى شخصية سورية بارزة، هي رئيس ما يسمى "حكومة الائتلاف المعارض" أحمد طعمة، مشيراً في الوقت نفسه إلى مهمات لوجستية أسندت إلى ممثل "الائتلاف" في واشنطن؛ نجيب الغضبان.

معلومات "إسرائيلية" كشفت عن لقاء تمّ في اسطنبول بين عضو الكنيست عن حزب "شاس"؛ يعقوب مارغي، وممثلين عن الجماعات المسلحة طلبوا منه أن تُواصل "إسرائيل" تقديم المساعدات والدعم لهم، معربين بشكل خاص عن تقديرهم البالغ للعلاج الذي تقدمه للمصابين في القتال ضد الجيش السوري.. وقال مارغي إن "انطباعاً تكون لديه بأن وفد المعارضة الذي التقاه يشعر بالإحباط إزاء الدعم الذي تقدمه الدول الغربية لهم"، وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن المعارضة السورية قدمت لعضو الكنيست طلبات جديدة تدعو فيها إلى زيادة المساعدات "الإسرائيلية" للمعارضة، وعدم اقتصارها على تقديم العلاج لهم.

وتتوقع مصادر متابعة زيادة عمليات التنسيق مستقبلاً، كاشفة عن مركز قيادة وإدارة للعمليات أقيم على الأراضي الأردنية بهدف تنسيق سير عمل المعارك، يشارك فيه خبراء أميركيون و"إسرائيليون"، بالإضافة إلى ممثلين للاستخبارات السعودية والأردنية والفصائل المسلحة، لكن ليس من بينها جبهة "النصرة"، التي يتم التنسيق معها من قبل فصائل مسلحة سورية على علاقة جيدة بالأميركيين والسعوديين.