ليس المهم فقط أن تشق الطرقات والاوتوسترادات، فأهمية صيانتها توازي أهمية شقها، كما أنّ نظافة الطرقات وتشجيرها والاهتمام بشجرها قد تكون أهم مما سبق، نظرًا لما تشكله هذه الطرقات من واجهة للبنان تعطي من يمر عليها وخصوصًا الأجانب فكرة واضحة عن لبنان وشعبه.

تتحمّل ​وزارة الأشغال العامة والنقل​ مسؤولية الأوتوسترادات وكلّ ما يتعلق بها، دون أن يعني ذلك عدم مسؤولية البلديات واتحادات البلديات أيضًا، فأوتوسترادات لبنان تعاني من نقص الرعاية "التجميلية"، فمنها ما هو غير مشجر ومنها ما هو مشجر دون أيّ متابعة للشجر مما يعني بطبيعة الحال يباس الأشجار.

إمكانيات الوزارة لا تسمح لها بالتشجير

يشرح رئيس قسم الصيانة في وزارة الاشغال العامة والنقل أديب دحروج واجبات الوزارة في ما يتعلق بالطرق الدولية، مشيرًا إلى أنّ الوزارة لا تستطيع تحمّل كلفة مشاريع التشجير ورعاية الشجر ولذلك أصبح الامر على عاتق البلديات. و يوضح دحروج في حديث لـ"النشرة" أنّ "وزارة الاشغال العامة والنقل تتحمل المسؤولية الاساسية في صيانة الطرق الدولية، وهي تشمل الطرقات، الجدران، العبّارات والانارة"، لافتا إلى أنّ الوزارة تتعامل مع هذه الأمور حسب الامكانيات المالية المتاحة بسبب الشحّ في الاموال أحيانًا كثيرة.

وفيما يلاحظ "ان موضوع التشجير عادة ما يقع ضمن النطاق البلدي او الاتحادات البلدية لانهم هم من يتولون زرع الشجر"، يشير إلى أنّ ما يجري بعد عمليات التشجير هو تقصير في المتابعة من قبل هؤلاء، مؤكدا ان لا برامج تشجير لدى وزارة الاشغال.

بلديات تعمل وأخرى تحاول

كثيرة هي الطرقات التي تسبب تلوثا بصريا، فهجوم الاعلانات العشوائية فعل فعلته، واكمل الامر منظر اشجار مكسّرة يابسة او تصحر مخيف. سنقوم في هذا التقرير بأخذ عينة بسيطة عن طرقات لبنان الدولية، لعلمنا ان الحال مشابه على معظم الطرقات. ومن أهم هذه الطرقات، طريق المطار فهي أول ما يشاهده أيّ زائر للبنان، وبالتالي لا بدّ أن تكون هذه الطريق "مرتبة" قدر الامكان. الكلام هنا لرئيس ​بلدية برج البراجنة​ زهير جلول الذي أطلق منذ فترة حملة تشجير للطرق الدولية المحاذية لمطار بيروت الدولي والتي تقع ضمن نطاق عمل بلديته. ويكشف جلول، في حديث لـ"النشرة"، عن إطلاق الحملة الثالثة لتشجير الطرقات حيث سيتمّ زرع 1000 شجرة على الطرق، معلنًا أنّ البلدية تقوم أيضًا بالاعداد لمشروع تشجير اوتوستراد "الاسد" بالتنسيق مع وزارة الاشغال العامة والنقل قريبا.

ويضيف جلول: "أقسام متعددة تشكل هيكلية بلدية برج البراجنة، ومن اهم هذه الاقسام، قسم الاشغال الذي يتفرع لفرعين: فرع الكهرباء وفرع الزراعة"، ويشير إلى أنّ قسم الزراعة هو المسؤول عن التشجير والري والتشحيل وعناصر هذا القسم يخضعون لدورات تدريبية بالتعاون مع مؤسسة "جهاد البناء" لتثقيفهم وتدريبهم وتعليمهم.

وفي نفس الاطار، يرى رئيس ​بلدية برج حمود​ انترانيك هوسيب مصرليان ان مسؤولية الاوتوسترادات تقع على عاتق وزارة الاشغال العامة والنقل الا ان عدم قدرة الوزارة على المبادرة فيما يخص تشجير الاوتوستراد، جعلت البلديات تتحرك في هذا المجال.

واذ يقرّ مصرليان، في حديث لـ"النشرة"، بالتقصير في ما يتعلق بالشق المسؤول عنه من اوتوستراد بيروت-الدورة، يؤكد أنّ وزارة الاشغال أيضًا تتحمّل القسم الأكبر من المسؤولية اذ ان البلدية قدمت للوزارة مشروع تشجير منذ اكثر من سنة وهي بانتظار الموافقة عليه والتي من المتوقع ان تصدر قريبا.

اما بالنسبة لنظافة الطرقات الدولية، فيلفت المهندس في وزارة الاشغال اديب دحروج إلى أنّ "هناك شركات معينة تتولى تنظيف العبارات لمرور مياه الامطار"، نافيًا وجود أي مسؤولية على وزارة الأشغال في موضوع النفايات "لأنّ الشركات الموكلة هذا الامر غير مرتبطة بالوزارة"، في حين يؤكد مصرليان وجلول أنّ شركة "سوكلين" هي من يتولى شأن تنظيف الطرق في بيروت.

اخيرا، ان رسوم السير التي يدفعها اللبناني سنويا يفترض أن تُخصَّص للاهتمام بالطرق، فعندما يرى المواطن أنّ طرقاته "زفت" وإنارتها "سوداء" وشجرها "يابس"، يحق له عندها ان يتساءل عن كيفية صرف امواله، وان يطالب بجزء من هذه الاموال لتحسين طرقات لبنان الدولية و"تزيينها".

تصوير محمد سلمان (الألبوم الكاملهنا)