أشارت معطيات لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "بيان "حزب الله" الأخير يحمل موقفاً ثابتاً لجهة رفض "الحزب" ومعه فريق 8 آذار التمديد للرئيس ​ميشال سليمان​، كما أنه يعرقل في آن واحد إمكانية الإتفاق على "بيان وزاري" في مهلة 15 يوماً، حيث أمام الحكومة مهلة شهر لإعداد "بيانها الوزاري" والمثول أمام المجلس النيابي لنيل الثقة، إذ ترتفع هنا حظوظ تحوّل الحكومة الى تصريف الأعمال، علماً أن المهل الداهمة قد لا تسمح بإجراء استشارات جديدة قبل تحوّل مجلس النواب الى هيئة ناخبة".

على صعيد آخر، أشارت أوساط سياسية الى أن "الوضع اللبناني الداخلي الذي كان مرتبطاً بالإشتباك السوري بات مرتبطاً بالإشتباكين السوري والإقليمي، وبالتالي "توتّر حزب الله" الذي عكسه بيانه الأخير، من حيث الشكل والمضمون، يظهر هذا الواقع، إذ أن ثمن المفاوضات الجارية بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا ستثمر "صفقة" في سوريا، خصوصاً وان الغرب يدرك جيداً أهمية المصالح الروسية في أوكرانيا، حيث لا يمكن إطلاقاً لموسكو أن تتخلى عنها، وبالتالي قد تضحي ببعض مصالحها في سوريا".

من جهتها، أوضحت مصادر قريبة من بعبدا أن "الرئيس سليمان حين تحدّث عن معادلات خشبية لم يقصد فقط ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" بل كل المعادلات التي تطرح من هنا وهناك"، مذكرة انه "قبل تشكيل الحكومة حصل اتفاق على عدم ذكر المقاومة مقابل التخلي عن "إعلان بعبدا"، وفي هذا المجال تم الإتفاق على صيغة إلتزام بقرارات الحوار التي أقرّت في بعبدا، على أساس أن يجد "حزب الله" الصيغة المناسبة "للمقاومة"، لكنه عاد وتمسك بالثلاثية وبالتالي لماذا كل الإتفاقات سيتم نسفها والتنصّل منها".

وأبدت المصادر إستغرابها من "الحملات التي تشن على موقع رئاسة الجمهورية كلما أطلق سليمان موقفاً وطنياً، حيث يطلّ البعض ليذكّره أنه أتى الى رئاسة الجمهورية على أساس توافقي، غير أن الواقع هو عكس ذلك فسليمان هو شخصية توافقية رضيَ بها الجميع ولا أحد "يربّح جميلة" انه يسير معه".

وسألت "أين التوافق حين يُشتم رئيس الجمهورية"، مشدّدة على أن "الرئيس سليمان منحاز لمصلحة الوطن".

ولفتت المصادر الى أن "هناك من قال لـ"حزب الله" تنازل عن صيغة (6-9-9) فسار بالحكومة، واليوم الفريق نفسه يقول له عرقل البيان، وهذا ما يحصل".

وشدّدت على أن "الرئيس سليمان ليس متمسكاً بإدراج "إعلان بعبدا" في البيان الوزاري فهو أسما من أي بيان حكومي بعدما أصبح وثيقة دولية"، داعية جميع الفرقاء الى "النظر الى مصلحة لبنان انطلاقاً من مؤتمر "باريس" الذي سيعقد الأربعاء المقبل، حيث المجتمع الدولي مستعدّ لمساعدة لبنان".