أكد وزير الصحة ​وائل أبو فاعور​ أنه "سيسعى خلال توليه وزارة الصحة العامة لأن يسبغ نفحة إنسانية تعلمها في مدرسة كمال جنبلاط على عمله في الوزارة، لعلها تسهم مع أهل العلم المتخصصين في المجال الصحي في بلسمة الكثير من الجراح والأمراض"، وأضاف: "إنه من الواضح أن لبنان ونتيجة الجهود السابقة والمتراكمة لعمل وزارة الصحة والوزراء الذين تعاقبوا عليها إضافة إلى الجمعيات والمؤسسات المعنية، حقق إنجازات في الكثير من المجالات الصحية ولا سيما في مجال مكافحة مرض شلل الأطفال حيث بات لبنان خاليًا من هذا المرض منذ أكثر من اثني عشر عامًا".

وخلال اطلاق حملة التطعيم الوطنية ضد شلل الأطفال، شدد على أن "الوزارة ستعمل على المحافظة على هذا الإنجاز من خلال تعزيز التلقيح الروتيني، إضافة إلى ما تقوم به من حملات تلقيح وطنية كان آخرها الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال العام الماضي والتي تخطت نسبة التغطية فيها 98% على الصعيد الوطني"ن لافتا إلى اننا "لا نعيش في جزيرة، وقد خلقت الأزمة السورية والنزوح أوضاعًا متعددة، وفرضت تحديات جديدة على أكثر من مستوى، أمني واقتصادي واجتماعي، والخشية أن تنسحب التحديات على المستوى الديمغرافي كذلك! ونبه وزير الصحة العامة من أن موجات النزوح القادمة، وانهيار النظام الصحي في سوريا، وعدم اتخاذ خطوات جذرية من قبل الدولة اللبنانية كإنشاء مخيمات كان من الممكن أن تحصر المخاطر في مناطق معينة، وانتشار النازحين في ألف وستمئة موقع فوق الأراضي اللبنانية، كل ذلك، يلقي أعباء إضافية وربما يخلق مخاطر جديدة تساعد على إعادة دخول فيروس شلل الأطفال إلى لبنان".

وأوضح انه "بناءً على توصية اللجنة الوطنية للإشهاد ضد شلل الأطفال قررت وزارة الصحة العامة تنظيم هذه الحملة الوطنية التي ستستهدف جميع الأطفال من عمر سنة حتى خمس سنوات بغض النظر عن عدد وتوقيت الجرعات السابقة، من اللبنانيين وغير اللبنانيين، لأن هذه المسألة ينعدم فيها الفصل أو التفكير بعنصرية لجانبها الإنساني أولا، والصحي ثانيًا إذ إن خطر شلل الأطفال داهم على كل الأطفال من دون استثناء"، وأوضح ان "هذه الحملة ستُنظم من خلال المراكز الصحية والمستوصفات والمدارس ودور الحضانة وتجمعات النازحين وبالتعاون مع وزارات مختلفة، ومؤسسات القطاع الأهلي والتجمعات العلمية والمهنية، وبدعم من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف، وذلك على مرحلتين: المرحلة الأولى: من 10 إلى 15 آذار 2014، والمرحلة الثانية: من 14 إلى 19 نيسان 2014 حيث سيتم خلالها وإضافة إلى إعادة تلقيح الأطفال المستهدفين في المرحلة الأولى بجرعة ثانية من لقاح شلل الأطفال الفموي تلقيح كافة الأطفال حتى عمر 18 سنة بلقاحي الحصبة والحصبة الألمانية".

من جهتها نوهت ممثلة اليونيسف في لبنان السيدة آناماريا لاوريني، بالدعم الذي لا يزال الوزير أبو فاعور يقدمه لحقوق الطفل مستكملا في وزارة الصحة ما كان قد بدأ به في وزارة الشؤون الإجتماعية. وشددت لاوريني على "وجوب تلقيح الأطفال حتى لو كانوا ملقحين في وقت سابق ضد مرض شلل الأطفال، مشيرة إلى أن كل ما هو مطلوب قطرتان من لقاح آمن، يحمي أطفالنا من مرض قد يكون مميتا".