لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى أن "الرب يسوع إمتدح خيار مريم بالجلوس عند قدميه تسمع كلامه ليؤكد ان العمل البشري انما يكتسب قيمته وديناميته عندما ينبع من الإرادة، وقد جمعت القديسة رفقا بين سماع كلام الله امام القربان والخدمة في ملء صحتها وفي ملء مرضها. ولكي نعيش بفرح كل حالة من حالات حياتنا وهكذا نحقق وحدة شخصيتنا بالتطابق بين الكلمة والحياة بين الباطن والظاهر من دون اي ازدواجية تغش".

وأوضح عظة القداس الإحتفالي في مناسبة افتتاح اليوبيل المئوي لوفاة القديسة رفقا في جربتا، أنه "يسعدنا بل من نعم الله علينا ان نفتتح بهذه الليتورجية الإلهية مع الرئيس ​ميشال سليمان​ وممثل البابا فرنسيس الأول والرهابية المارونية والجمع المؤمن ان نفتتح معا السنة اليوبيلية مئوية القديسة رفقا على موتها"، مشيرا الى أن "رفقا كانت في ذروة الامها تردد مع آلام يسوع مهما تألمت فيسوع تألم أكثر. انا أتألم لكي أكفر عن خطاياي بينما يسوع تألم عن خطايانا".

وتوجه الى الرئيس سليمان بالقول: "لقد تحملتم طيلة عهدكم السهام وحملتم آلام خيبات الامل فيما كنتم تعمدون على اخراج لبنان من الخيبات والهموم وحافظتم على الوديعة سالمة ورفعتم قيمة البلد على المستويين الاقليمي والدولي، واليوم اذ تجددون الدعوة الى طاولة الحوار نأمل لها التجاوب الكامل من جميع المدعووين اليها".

وأوضح انه "بعد تكوين الحكومة الجامعة ونيل الثقة نأمل حل المشاكل العالقة ونضغ الام اللبنانين الذي يعانون الفقر وانتشار السلاح غير الشرعي والخطف والظلم وثقل الضرائب والرسوم وتفشي الفساد، نضمها الى آلام المسيح ورفقا راجين ان تكون الام مخاض يولد بعدها انسان جديد ووطن جديد بحضوركم هذا الإحتفال انما تعطون الإحتفال رمزا وطنيا كبيرا وتحملون آلام جيشنا ومأساة اهالي طرابلس وجيشها وهموم اهالي البقاع الذين استباح ارضهم الخارجون عن العدالة وكاد ان يكون ضحيتهم ​المطران سمعان عطالله​. ان ظاهرة كهذه يجب استقصالها ان ارادت الدولة". وتابع "في الأمس تعرض راعي ابرشية بعلبك دير الأحمر المطران سمعان عطاالله لمحاولة خطف ولا تكفي بعد الان كلمات العطف والاستنكار. لقد تحملتم الرفض السياسي مع دعوتكم المتكررة الى الوحدة والمصالحة والحوار وخاطبتم جميع الجهات السياسية بكلمة جريئة وواضحة. واليوم اذا تجددون الدعوة الى استئناف طاولة الحوار الوطني فاننا نأمل لها التجاوب الكامل".

وتابع "اننا نضع معكم جراحات لبنان ومأساته وآلام اللبنانيين الذين يعانون من نتائج النزاعات السياسية والإبتزازات والخطف والظلم والتهجير والركود السياسي والإقتصادي والسياحي وانحطاط الخلاق وتفشي الفساد جراح ثخينة في قلب الوطن نضمها الى جراحات وفقا وجراحات المسيح التي نتمنى ان تكون الام مخاض".

وزاد "نؤمن بأن آلام الفادي الألهية كانت ممرا الى قيامته. نحن مصلوبون اذا قياميون. ونرفع شكرنا العميق الى البابا فرنسيس الذي كما سمعنا من السفير البابوي انه تكرم علينا وعلى كل الذين سيزورون هذا الدير طيلة هذه السنة اليوبيلية بنعم فياضة وغفران كامل فائض من امنا العذراء وابينا يوسف وآلام القديسة رفقا وهذا الغفران الكامل نقبله بشكر ودعانا ان نكون في حالة نعمة ونحن نزور هذا الدير وقد تقدمنا من سري التوبة والمغفرة. ونذكر بصلاتنا اليوم جميع المحسنين على هذا الدير المبارك وكل المسهمين في هذا البازيليك ونواكب بالصلاة ذخائر القديسة رفقا التي ستجول طيلة هذه السنة اليوبيلية كل المناطق".