أشارت صحيفة "الخليج" الامارتية الى ان "مؤتمر "جنيف 3" ليس على السكة بعد، ولن ينطلق قبل أن تلفظ سوريا آخر نفس حياة"، لافتةً الى انه "ومنذ "جنيف 2" السوري الذي انتهى إلى الفشل، تراجع الحديث عن التسوية السياسية في سوريا، لأن شروط نجاح الحوار لم تكن متوفرة آنذاك ولا هي متوفرة حالياً أو في المدى المنظور، وصار الحديث عن "جنيف 3" يتم على استحياء من جانب المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أو من جانب بعض الجهات الدولية للإيحاء بأن الأزمة السورية مازالت في البال" .

وأضافت "لم تعد مسألة استئناف الحوار بين النظام السوري والمعارضة ملحة، لأن الحهات الإقليمية والدولية المنخرطة في الصراع لم تحصل بعد على النتائج التي يمكن أن تتفاوض عليها، وتفرض على الفريق الآخر التنازل عن مواقفه، لذلك تركت هذه الحهات مسألة الحوار والبحث عن حل سياسي جانباً، رغم قناعتها باستحالة الحل العسكري"، مشيرةً الى انها "لا ترى أن ما يتحقق ميدانياً يكفي لإنجاز طبخة الحل، خصوصاً أن النظام يحقق نقاطاً لمصلحته في المعارك، وأيضاً المعارضة التي تبدو مكوناتها بكل تلاوينها غير قادرة على تعديل ميزان القوى على الأرض، لأسباب عديدة من أهمها الصراعات فيما بينها، ودخول الجماعات الإرهابية التكفيرية في المعادلة كفريق أقوى بين المعارضة، وما تتركه ممارساتها من آثار سلبية في مجمل الوضع السوري، وفي البيئة المؤيدة للمعارضة" .

ولفتت الى ان "الحرب السورية مفتوحة إلى أمد غير معروف، وإلى حين تتبدل المعطيات الميدانية، لذا يتم ضغط المعارضة شمالاً وجنوباً وسط حديث عن إمدادات عسكرية جديدة، أو استعدادات لهجوم من هنا أو هناك تتمكن فيها من تحسين وضعها العسكري، في حين يكثف النظام من ضغطه العسكري لاسترداد مناطق حساسة واستراتيجية وخصوصاً القريبة من العاصمة دمشق ومدن أخرى، ويمنع المعارضة من استثمار أي مكسب عسكري سياسياً ".

واعتبرت ان "ما يجري في سوريا حرب ممتدة اقليمية ودولية بأدوات سورية أو خارجية، وعلى سوريا أن تنزف أكثر وتتسع رقعة الدمار والقتل، وتزداد كارثة التهجير طالما أن الظروف والشروط لم تتوفر لحل سياسي".