انعكست سلسلة العقوبات التي أعلنت "إسرائيل" فرضها على السلطة الفلسطينية، بعد قرار توقيعها على طلبات الانضمام إلى 15 معاهدة دولية، على المشهد الميداني في مُدن الضفة الغربية المحتلة والقدس على وجه الخصوص، في ما يتعلق بالإجراءات والممارسات التي فرضتها قوات الاحتلال على الحواجز، وإصدار التصاريح للفلسطينيين من أجل السماح لهم بدخول المدينة المقدّسة من أجل الصلاة في المسجد الأقصى، أو الاحتفال بأسبوع الآلام والصلاة في كنيسة القيامة، عشية سبت النور و​عيد الفصح​ الذي يصادف الأحد المقبل.

وبدا مقصوداً تغييب المسيحيين الفلسطينيين عن إحياء "أحد الشعانين" أول أمس، الذي شهد حضوراً منقوصاً لهم من مختلف المدن الفلسطينية، خصوصاً غزة التي حرمت السلطات الإسرائيلية المسيحيين فيها من الوصول للقدس، وكذلك في باقي أيام أسبوع الآلام التي تستمر حتى السبت المقبل.

تغييب مُتعمد

وفي هذا الإطار، يؤكد كاهن رعية اللاتين في بيت جالا الأب ابراهيم الشوملي، تغييب المسيحيين الفلسطينيين عن الاحتفال بالعيد في كنيسة القيامة، كنتيجة عكسية لما يحدث في مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، التي وصلت إلى طريق مسدود مؤخراً، وبات الاعلان عن فشلها قريباً مع انتهاء المدة الزمنية التي حُددت لها نهاية نيسان الجاري.

الشوملي، وفي حديث لـ"النشرة"، شدّد على أنّ ما تمارسه "إسرائيل" على الفلسطينيين في القدس المحتلة، يتأتى من خلال سياسة عنصرية تنتهجها الحكومة الإسرائيلية، رغم الاتفاقيات الموقعة مع الفاتيكان، في ما يتعلق بحرية التنقل والوصول إلى أماكن العبادة في الأراضي المقدسة.

وأضاف: "كان واضحاً تغييب أهل فلسطين، بشكل ملحوظ وكبير، عن الوصول لمدينة القدس".

تصاريح محدودة

في المقابل، أوضح كاهن رعية اللاتين في بيت جالا أنّ السلطات الإسرائيلية أعطت عدداً محدوداً من التصاريح للمسيحيين، لا تزيد عن 500 تصريح، من أصل ما يقارب 45 الف مسيحي موجودين ويعيشون حالياً في فلسطين.

وألمح الكاهن إلى أنّ هذه سياسة باتت واضحة تمارسها "إسرائيل" علينا كمسيحيين ومسلمين في فلسطين، "لتدعي أنها سمحت لنا بدخول القدس وسهلت حرية التنقل، وهي في واقع الأمر لم تفعل ذلك بالمطلق".

وتابع: "رُغم كل ذلك، احتفلنا ولا زلنا مصرين على الاحتفال رغم كل هذه الممارسات التي تطالنا، وظهرنا بصوتنا وتراتيلنا وصلاتنا، كأصوات فلسطينية تعلو فوق كل الاجراءات الإسرائيلية".

ووصل عدد قليل جداً من مدينة جنين وطوباس والزبابدة ورام الله ومدن فلسطينية أخرى بالضفة الغربية المحتلة، إلى القدس.

على العالم أن يتحرك

وفي سياق متصل، يؤكد عماد الصوري، أحد المسيحيين الذين لم يستطيعوا الوصول إلى القدس للمشاركة في أسبوع الآلام، على حق الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين بحرية التنقل والعبادة، والاحتفال بأعيادهم، لكن الاحتلال الاسرائيلي يحول دون ذلك.

وفي حديث إلى "النشرة"، قال الصوري: "لا يعقل أن يستمرّ الوضع على حاله، على العالم أن يتحرك تجاه ما نعانيه، ويفوق من سباته العميق، ليعي إلى الوضع المؤلم الذي نعيشه كشعب فلسطيني".

وانتشرت شرطة الاحتلال والقوات الاسرائيلية الخاصة في مختلف مناطق مدينة القدس المحتلة عشية الاحتفالات بعيد الفصح، وبدا واضحاً تواجدهم على الحواجز وفي الطرقات وفي كنيسة القيامة وغيرها.