يتحضر الأطباء والباحثون في المجال العلمي في الشرق الأوسط لدخولهم في صراع مع "السمنة، التي تعتبر أول داء سيصبح علينا مواجهته قريباً"، بحسب ما يؤكد رئيس قسم الجراحة في مستشفى أبو جودة الدكتور يوسف اندراوس.

فالعمليات الجراحية التي يجريها أصحاب الوزن الزائد ليست عمليات تجميلية فقط، بل باتت ضرورية في بعض الأحيان في حال فشلت الوسائل غير الجراحية لمحاربة السمنة، أي الحمية الغذائية والرياضة والوسائل الطبية كالدواء. فأمراض كثيرة ترافق السمنة، مما يدفع بالأطباء إلى القيام بتدخل طبي استثنائي أو حتى بالتدخل الجراحي، ومنها: السكري والضغط، حيث يعتبر تخفيض الوزن أحد الحلول الجذرية لتلك الأمراض، أو على الأقل، فإنه يحسّن حالة المريض كثيراً.

التطور حتّم على الأطباء التخلي عن بعض العمليات الجراحية التي لم تؤدّ الدور المطلوب منها أو التي نتج عنها ارتدادات سلبية، كعملية تصغير المعدة من خلال الحلقة. فالمبدأ في أي عملية جراحية تهدف إلى تخفيف الوزن واحد، إما تصغير المعدة وإما منع عملية الإمتصاص الكامل لكل ما يتم أكله.

عمليات تصغير المعدة

عمليات التصغير، بحسب ما يشرح الدكتور اندراوس، يمكن القيام بها بالتنظير، أي من خلال الفم: كوضع بالون مثلاً، حيث يؤدي حجم البالون إلى تخفيف المساحة الأساسية للمعدة، مما يؤدي إلى أكل كميات أقل. إلا أن هذه العملية لا يمكن أن تكون إلا مرحلية وهدفها تخفيض الوزن الزائد جداً والذي يمنع المريض من الخضوع إلى عملية جراحية. ويوضح اندراوس أن "هناك طرق أخرى تتطور، خصوصاً لناحية التنظير، وهناك عمليات قيد التجارب هدفها تصغير كميات الأكل. لكنها تبقى محدودة بفترة زمنية حتى استبدالها بعملية أخرى".

أما في ما يتعلق بالعمليات الجراحية بالمنظار، أي عند شقّ البطن، فيشير اندراوس إلى أنه يتم هنا "وضع حلقة على باب المعدة، ولكن هذه العملية بءتت تفشل، لذلك نبتعد عنها". ويتابع: "في الفترة الأولى، اكتسبت أهمية كبرى، لكن أهميتها هذه تراجعت بعد أن سببت مشاكل كثيرة ولأن نتائجها على المدى الطويل لم تكن جيدة". وإلى جانب عمليات "الحلقة"، هناك عملية قصّ المعدة، أو نزع حوالي الـ80 % منها مقابل 20% متبقية للمريض. ويصف اندراوس هذه الجراحة بأنها "فعالة ومعترف بها، مشاكلها من 2 إلى 5%"، لكنه ينصح باللجوء إلى عملية أكثر حداثة وأقل مشاكل، وهي عملية طيّ المعدة، حيث يتم تصغير المعدة دون قطع أي شيء منها. ويعتبر "نتائجها مكفولة إذا تمت بأيادٍ خبيرة".

عمليات تخفيض الإمتصاص

أما بالنسبة لعمليات تخفيض نسبة امتصاص المواد التي تدخل إلى جسم الإنسان، والمعروفة تحت اسم عمليات الـ"باي باس"، هي معترف بها أيضاً عالمياً، لكن مشاكلها قد تصل إلى نسبة ما بين الـ5 والـ10%.

ويعتبر اندراوس أن "على الطبيب عرض كل الخيارات على المريض، ويمكن أخذ الخيار الأنسب لحالته"، فليس هناك من طريقة أنسب بالإجمال، إنما هناك طريقة مناسبة لكل حالة.

ويوضح أنه في حال فشل أي عملية، فيتم اليوم تصحيحها من خلال طي المعدة، متأملاً أن تكون هذه العملية "خياراً متاحاً اليوم للأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد أو للناس الذي خضعوا لعملية جراحية قد فشلت".