نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن اوساط سياسية مسيحية متعاطفة بشدة مع اتجاه البطريرك بشارة الراعي الى زيارة القدس بمعية البابا فرنسيس، حراجة الموقف الذي قد ينجم عن الزيارة رغم الاهمية القصوى التي تراها لهذه الخطوة التاريخية وأبعادها في مقاومة تهويد القدس.

وقالت هذه الاوساط ان احداً لا يمكنه ان يوجّه ايّ اتهام للبطريرك في صحة مقصده، لكن ذلك لن يقلل الخشية من تداعيات الزيارة وسط ظروف داخلية واقليمية معقدة وخصوصاً في وقت تتزامن الزيارة مع نهاية المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم الاسلامي والعربي. وتبعاً لذلك توقعت المصادر نفسها ان تشهد بكركي اعتباراً من غد مع عودة البطريرك الى بيروت من مدينة لورد الفرنسية، تدفُّق شخصيات ومسؤولين لحض البطريرك على إعادة النظر في خطوته من دون الجزم بالاتجاه الأخير الذي سيتخذه الراعي اذ تعكس تصريحاته رداً على حملة الرفض للزيارة تمسكاً بالمضي فيها.

اما في الشأن الرئاسي فان الاوساط السياسية نفسها كشفت لـ"الراي" ان مجمل المؤشرات المرتبطة بالعمل على إنقاذ الرئاسة من الفراغ لا تنبئ بالخير حتى الساعة بدليل ان جميع القوى والمعنيين باتوا يتصرفون ضمناً وبعضهم علناً وجهاراً على اساس التكيّف مع الفراغ الآتي بعد 25 ايار.

وقلّلت الاوساط في هذا السياق مما بدأ بعض الاعلام التابع لقوى 8 اذار بالترويج له موحياً بإمكان حصول تفاهم دولي - اقليمي في اللحظة الحاسمة لتمرير انتخاب مرشح تسوية على قاعدة التماهي مع مناخ التسوية الاميركية - الايرانية المأمولة. وقالت ان اي معطى جدي لم يتوافر حول اي تحرك خارجي في شأن الاستحقاق اللبناني وان ملامح الاضطراب التي يعكسها بعض إعلام 8 آذار تنمّ عن اتجاه واضح لدى هذا الفريق الى الدفع نحو الفراغ بعدما أخفق الحوار الذي يجريه مرشحه الاول والحصري حتى الساعة رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون مع تيار "المستقبل" ورئيسه سعد الحريري في انتزاع موافقة الاخير على دعمه للرئاسة. ولاحظت مؤشراً الى هذا الاضطراب في موقف 8 آذار الذي تمثل في التلويح بإعادة تزكية ترشيح قائد الجيش العماد جان قهوجي كبديل من ورقة العماد عون علماً ان تعديل الدستور بات متعذراً ضمن ما تبقى من المهلة الدستورية.

في المقابل، فان ملامح المأزق المتصاعد لم تغب عن فريق 14 آذار الذي قالت الاوساط نفسها انه يعدّ لاجتماع واسع غير علني للبحث في ما يتوجب اتخاذه من خطوات مع استنفاد ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فيما بدأ رئيس حزب "الكتائب" امين الجميل تحركاً يُشتمّ منه إعداد نفسه لخوض معترك الترشح ضمناً.