إعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن "أخطر ما يتهدد المسيحيين اليوم هو النزعة المادية والروح الاستهلاكية والسعي إلى المصالح الأنانية على حساب الصالح العام".
كلام الراعي جاء خلال افتتاحه المؤتمر الدولي: "المجمع الفاتيكاني الثاني والكنائس الشرقية"، الذي نظمته الإكليريكية البطريركية المارونية - غزير ومركز الشرق المسيحي للبحوث والمنشورات، التابع لكلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف قاعة فرانسوا باسيل.
وقال الراعي: "لكي تطال العقيدة الكاثوليكية كل قطاعات النشاط البشري المتنوعة، والمتعلقة بالأفراد والعائلات والحياة الاجتماعية بكافة مساحاتها، من الضرورة ألا تحيد الكنيسة عن تراث الحقيقة المقدس الذي قبلته من الآباء، وأن توجه نظرها إلى الحاضر، وإلى أوضاع العالم الجديدة، وإلى صيغ الحياة في عالم اليوم، التي تفتح أمامها دروبا جديدة للعمل الرسولي"، مضيفا: "لا تقف الكنيسة، موقف عدم الاكتراث، أمام التقدم العجيب واكتشافات الإبداع البشري والعلم. بل تقدرها حق قدرها، وتدعو الناس إلى أن يوجهوا نظرهم إلى الله، وإلى أبعد من الأشياء المنظورة"، لافتا إلى أنه "في ضوء هذه الغاية من المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، ندرك المسؤولية الخطيرة التي تقع على عاتق المسيحيين، وتدعوهم إلى معرفة العقيدة الإيمانية، لكي يحسنوا القيام بنشاطاتهم وواجباتهم العائلية والاجتماعية، السياسية والاقتصادية، الثقافية والحياتية".
وأكد الراعي "أننا ندرك في الوقت عينه مسؤولية الكنيسة عن واجبها الأساسي، في كل ما تقوم به من نشاطات روحية وراعوية واجتماعية وثقافية، وهو الكرازة الجديدة بالإنجيل".
وأضاف الراعي انه "في ما يختص بكنائسنا الشرقية، فقد شدد المجمع الفاتيكاني الثاني على هوية كنائسنا ورسالتها في هذا الشرق. فحدد الهوية "بالتراث الليتورجي واللاهوتي والروحي والتهذيبي، الخاص بكل كنيسة، والمميز بثقافة الشعب وظروفه، والذي يعبر عن نفسه بطريقة عيشه الإيمان المسيحي".
وتوسع في مساحات رسالة كنائسنا في هذا الشرق وهي: النشاط المسكوني،
وذكّر أن "المجمع المسكوني أطلق في كنائسنا، طيلة هذه الخمسين سنة، نهضة كبيرة على مستوى الإصلاح الليتورجي، والنشاط الراعوي، والهيكليات الكنسية في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، والمؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية، والمشاريع الإنمائية، ونمو الرهبانيات الرجالية والنسائية، وتكاثر الدعوات الكهنوتية، والعمل المسكوني، والحوار المسيحي – الإسلامي".
من جهته، رأى رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش أن "المجمع هو الحدث الأبرز في تاريخ الكنيسة على مدى خمسين عاما، وترك تداعياته على الحياة السياسية للدول وبين الدول وعلى المؤمنين ايضا، وهو يعطي مكانة للقيم الروحية التي تحمي الكرامة الإنسانية"، لافتا إلى أن "هذا المؤتمر يطرح العديد من الأسئلة حول كيفية تلقف الكنائس الكاثوليكية الشرقية لهذا المجمع"، مضيفا: "كم من مرة سمعنا بأن المجمع ليس موجها لمسيحيي الشرق الأوسط وبأن وضعنا مختلف عن الغرب وبأن صورة شعب الله يمكن ان تؤدي الى اضعاف الكنيسة وان الديمقراطية لا تعني الشرق. وسيجيب المؤتمر على كل هذه التساؤلات ومدى صدقيتها".