أشارت صحيفة "الراية" القطرية إلى ان "جهود السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل التي تقودها الإدارة الأميركية دخلت نفقا مظلما، وواضح أن واشنطن ليست مستعدة لدفع هذه الجهود لعجزها التام عن الضغط على إسرائيل للوفاء بتعهداتها والتزاماتها، والتي بدونها لن يكون هناك سلام، وأن واشنطن بدلا من الضغط على الدولة العبرية ها هي تصوب نيرانها تجاه المصالحة الوطنية الفلسطينية من خلال مطالبة مستشارة الأمن القومي ​سوزان رايس​ بأن تعترف أية حكومة فلسطينية قادمة بإسرائيل، وهذا الموقف الذي عبرت عنه رايس يعد تدخلا سافرا في الشأن الفلسطيني ومحاولة أمريكية متعمدة لتخريب ​المصالحة الفلسطينية​، ليس لصالح السلام كما تزعم وإنما لصالح مخطط إسرائيلي يهدف لتكريس الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني وضرب أي تقارب أو مصالحة بين الفصائل".

ورأت ان "الموقف الذي عبرت عنه رايس يؤكد أن هدف زيارتها لكل من القدس ورام الله هو تخريب المصالحة وتأكيد الانحياز الأميركي الواضح لإسرائيل، ولذلك ليس غريبا أن تفشل رايس كما فشل من قبل مبعوثون أميركيون في تقديم أية أفكار أمريكية جديدة لإنقاذ عملية السلام التي عرقلتها إسرائيل عمدا بتعنتها في تعطيل المفاوضات، ومن هنا فإن الفلسطينيين سلطة وطنية وفتح وحكومة وحماس مطالبون بتسريع جهود تشكيل حكومة التوافق الوطني وإنجاز المصالحة الوطنية بجميع تفاصيلها بما يلبي رغبات وطموحات الشعب الفلسطيني، ويمنع أي تدخل أمريكي أو إسرائيلي في هذا الشأن".

وشددت على انه "من المهم أن يدرك القادة الفلسطينيون أنهم لا يملكون بديلا سوى إنجاز المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة التوافق الوطني باعتبار أن تحقيق مثل هذا الإنجاز يعمل على تحييد وعزل أي تدخلات خارجية في الشأن الداخلي الفلسطيني، ومواجهة كافة التحديات التي تتعرض لها القضية المركزية بما فيها الابتزاز الأميركي والإسرائيلي، خاصة بعدما أكدت إسرائيل من خلال تصرفاتها أنها ليست شريكة يؤتمن عليها في السلام، ولذلك فإن اشتراط رايس لأي حكومة فلسطينية الاعتراف المسبق بالدولة العبرية يمثل ابتزازا واضحا ومحاولة لخلق أزمة جديدة بين الفلسطينيين بحجة إنجاح مساعي السلام التي تدرك أمريكا جيدا أن إسرائيل هي المتسببة في إفشالها وبإصرار متعمد".