ها هي أيامٌ قليلةٌ، ها هي ساعاتٌ معدودةٌ تفصلنا عن نهاية عهد فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال سليمان المحترم، بعد ست سنوات من الخدمة والتضحية والتعب في سبيل الوطن والمواطنين، محافظاً على الدستور وعلى القسَم الذي أبرزه في بداية عهده في المجلس النيابي.

سنواتٌ تخللها العمل الدؤوب، السهر الدائم، السفر إلى الخارج، حوار مع القيادات، الانفتاح على الآخر، حفظ الوديعة، التلاقي مع المرجعيات الدينيّة، احتمال المشقات والمصاعب... إنَّه ليس من السهل تحمّل مسؤولية كهذه ولكن إنَّه لسهلٌ القيام بها إذا الشعب ساند من انتخبه، بطريقة غير مباشرة، لكي يستلم قيادة البلد، حاملاً لقب "المواطن الأوَّل في البلد".

هناك من سلك إلى جانبكم وهناك من عرقل دربكم، هناك من رافقكم وهناك من وضع الحجارة أمامكم، هناك من أييدكم وعناك من عارضكم الرأي، هناك من أحبَّكم وهناك من نبذكم، هناك من حاوركم وهناك من قاطعكم.

مضت ست سنوات واسم لبنان مرفوعاً، مضت ست سنوات وقصر بعبدا مشرعاً أبوابه، مضت ست سنوات وحكومات التأمت حولكم لإدارة مؤسسات الدولة. مضت ست سنوات من التاريخ اللبناني وها إنَّ اسمكم دخل لائحة الرؤوساء الجمهوريين اللبنانيين. مضت ست سنوات حيث واجهتم الصعوبات والمِحَن بروحٍ وطنيةٍ. مضت ست سنوات من العلاقات الديبلوماسيّة من الدول الأخرى. فلا يمكننا أن ننسىاها.

لا يمكنني أن أختصر عهدكم يا فخامة الرئيس ببعض الأسطر، لا يمكنني أن أكتب إنجازاتكم بقليل من الكلمات، ولكن يمكنني أنّْ أعبِّر عن شكري لكم على كلّ ما قدمتوه لوطننا الحبيب لبنان ولكلّ اللبنانيين بعبارة واحدة ألا وهي "شكراً فخامة الرئيس".