ما أرحم الحيوانات المفترسة، ما أرحم الكفرة وعَبَدة الشياطين، وما أرحم الشيطان الرجيم، هذه الكلمات مرت على بالي عندما شاهدت مآسي سوريا والعراق.

تكفيريون أكثر من التكفيريين، المجموعات في الداخل السوري مكونة من شيشان و مقاتلين آخرين من القوقاز و آسيا الوسطى، معظمهم لا يتحدثون العربية، وقد اعتبرت أنها "الأحق" في حكم سوريا و تحويلها إلى خلافة إسلامية تسعى لتوحيد روسيا وسوريا من أجل تحرير القدس و فلسطين. الخلاف بين التكفيريين يتصاعد، فلم يكن يُصدق أحد أن تجري هكذا مآسي في سوريا، وأن يظهر تكفيريون أكثر من تكفيريين فيقتلون بعضهم البعض، إنها لعنة الحرية التي يرفعها شعارًا من لا يؤمن بها. نحن غارقون في وحولنا ومشاكلنا في شبه دولة مع أشباه رجال. اليوم يواجه العراق خطر التقسيم والتفتيت أكثر من أي يوم مضى، وتعيش سوريا هاجس خلط الأوراق مجدداً..

لا الشيعة في السعودية بخير، ولا السنة في العراق بخير، ولا العلويون في تركيا أيضاً، ولا الأقباط في مصر، ولا الأمازيغ في شمال افريقيا، ولا الأكراد في الدول كافة.

ليس من حلّ إلا من داخل الاسلام، بإخراجه من ثوبه السياسي ومن تشويه مفاهيمه، الحل يكمن في نهضته في سينودس اسلامي، في علاقته بالسلطات الزمنية وبالشريعة. لا ننسى ان اليوم يعاد إزكاء الفتنة بين السنة والشيعة في صراع يفجر كل الأوطان ويلغي كل الحدود. أي نص مقدّس نستوحي منه أكل الأكباد وتفجير الآخر؟

لا يعترفون بأوطان ولا بأديان ولا بكنائس ولا بجوامع ولا بحرية المُعتقد.

لقد خُطفت الأديان واغتُصبت الفضائل تُرى هل يعود الشرق لرُشده أم سينهار على مُغتصبي الدين ومُختزلي الله؟

* رئيس هيئة التضامن السرياني الديمقراطي

نائب رئيس الهيئة الشبابية الاسلامية-المسيحية للحوار