على طول الحدود السورية اللبنانية البالغة 370 كلم، سيطر الجيش السوري والقوات المسلحة على البلدات القريبة من الحدود مغلقا المعابر غير الشرعية بين البلدين وخصوصاً في القصير والقلمون، لتبقى ثغرات صغيرة يحاول عناصر "جبهة النصرة" استغلالها، في حالاتٍ يصفها المراقبون بالفردية، فالحدود أصبحت مرصودة وموصدة بوجه أيّ محاولة تسلل إلى طرطوس ومقابلها محافظة الشمال وصولا الى تلكلخ - وعكار ومن ثم القصير - الهرمل ومنذ حوالى شهرين القلمون - الهرمل بعلبك والزبداني - جنوب بعلبك.

بعد سيطرة الجيش السوري على عسال الورد وحوش عرب ورنكوس، أكمل تقريبًا خطته في وقف تسلل المسلحين من والى سوريا، لكن بقيت المعضلة في وجود عدد كبير من المسلحين في الجبال والجرود الواقعة بين القلمون والحدود اللبنانية ويقدر عددهم بالالف. وقبل أسبوع، هاجم عناصر من "جبهة النصرة" و"الجبهة الاسلامية" نقاطًا عسكرية للجيش مقابل بلدات عسال الورد ورنكوس وحاولوا السيطرة عليها والدخول مجددا الى بلدات القلمون، لكن الجيش وبمعاونة القوات المسلحة تصدّى للهجوم وأعاد الوضع إلى ما كان عليه ومن ثم وسّع عملياته في ​سهل رنكوس​ القريب من بلدة الطفيل اللبنانية وسيطر عليه، ما أدّى إلى تعزيز الامان في بلدات عسال الورد حوش عرب ورنكوس وباقي بلدات القلمون.

وسط ذلك، يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية في عمق المنطقة الملاصقة لسلسلة جبال لبنان الشرقية والقريبة من بلدة الطفيل حيث سيطر على الجانب السوري من البلدة ويلاحق المسلحين في جرنة، وبذلك يكون قد قطع الطريق على اي محاولة هجوم من الحدود اللبنانية او من جنوب القلمون الا بعد العبور بسهل رنكوس.

مصدر عسكري سوري أكد لـ"النشرة" أنّ كلّ ما يجري أو ما يحاول عناصر "جبهة النصرة" فعله هو رفع معنوياتهم وسط تشتتهم في الجرود والجبال الحدودية بلا دعم ولا بيئة حاضنة بعدما لفظتهم هذه البيئة وأصبحت تطالب بالأمن والأمان. وأشار المصادر إلى أنّ ما يُحكى عن أسلوب جديد يتبعه عناصر المعارضة في القلمون "مدعاة للسخرية لأنّ هذه المعارضة لم تعد قادرة على السيطرة على مناطق او بلدات فتلجأ في الاعلام للحديث عن استخدام أسلوب العصابات او غيره وكل ذلك لن يفيدها على ارض الواقع".

وقال متابعون للعمليات العسكرية والهجمات التي يشنها من وقت لاخر المسلحون بأنّ أعدادهم لم تعد كبيرة وهذا يعني ان الكثير منهم هرب الى اماكن اخرى.

ويلاحق الجيش المسلحين في جرود القلمون ويوسع سيطرته على التلال المحيطة بسلسلة جبال لبنان الشرقية وخصوصا في مقابل بلدات القلمون.

هذا واستطلعت "النشرة" الأجواء في سهل رنكوس بعد إعلان سيطرة الجيش السوري عليه، حيث جالت في المنطقة التي بدت هادئة باستثناء سماع اصوات قذائف بعيدة، كما زارت "النشرة" أيضًا إحدى التلال المحيطة بسهل رنكوس والتي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود اللبنانية وسلسلة لبنان الشرقية وبلدة الطفيل.

للاطلاع على ألبوم الصور اضغطهنا