أوضح الأمين العام للمجلس الوطني البحوث العلمية ​معين حمزة​ لصحيفة "الأخبار" أن "محطة الرصد، الموجودة في منطقة دير القمر في الشوف، استطاعت أن تحدد بدقة مركز وقوع الهزة الاولى في المغيرية في إقليم الخروب، وهي تبعد حوالى 8 كلم شمالي شرقي صيدا، في حين أن الهزة الثانية الارتدادية حدد موقعها في داريا في إقليم الخروب". وأشار حمزة الى أن "الهزة الاولى وما تبعها من هزات ارتدادية أقرب إلى "فالق روم" من جهة إقليمي الخروب والتفاح". وأوضح حمزة أن "الهزة الارتدادية الاولى بقوة 3.6 جعلتنا حذرين أكثر من المرات السابقة التي وقعت فيها هزات أرضية، وقد تلقينا تحذيرات من عشرات مراكز الرصد حول العالم تفيد بأن هذه الهزة غير عادية وغير نمطية، الأمر الذي قادنا الى التحليل أنها قد تكون بداية نوبة زلزالية. ففي عام 2008 سجّل نحو ألف هزة في منطقة صريفا وحوض الليطاني، ما عكس وجود نشاط زلزالي كبير".

وقد ندد حمزة بالشائعات التي أطلقت عبر تطبيق Whats App واستخدام تسمية وهمية "المرصد اللبناني للهزات الأرضية ودراسة الجيولوجيا". ولفت الى أن "هذا النوع من الشائعات يهدد الامن القومي اللبناني، ويجب أن يتم تتبعها لمعرفة الفاعل"، كاشفاً أنه "أجرى اتصال برئاسة مجلس الوزراء"، طالباً أن "تتحرك الشرطة القضائية عبر مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية لتتبع وكشف من أطلق هذه الشائعة وسوقه الى العدالة".

وتناقل اللبنانيون بعد دقائق على وقوع الهزة الاولى رسالة نصية عبر الهاتف تفيد عن احتمال وقوع ​هزة أرضية​ قد تكون عنيفة ستضرب لبنان وشمال فلسطين عند الساعة الرابعة صباحاً. وحذرت الرسالة "جميع السكان الموجودين في أماكن الهزة في حال حصلت أن يتوجهوا مباشرة الى المناطق الخالية المزروعة ويبتعدوا عن المناطق السكنية". وكشف حمزة أن "هذه الرسالة قد أحدثت حالة من الهلع، لا سيما لدى سكان إقليم الخروب الذين أمضى عدد غير قليل منهم ليلتهم في العراء خوفاً من حدوث هزة جديدة، خصوصاً أنه عندما انقضت الساعة الرابعة ولم يحدث شيء، تم إرسال رسالة نصية جديدة تفيد بوقوع هزة عند الساعة السادسة صباحاً، الامر الذي جدد موجة الهلع لدى السكان، وإن كان بوتيرة أقل من الشائعة الاولى".

وكشف حمزة أن "المركز الوطني للجيوفيزياء يعمل بثلاثة موظفين، واحد منهم محال على التقاعد، وأنه من أصل 21 مرصداً يفترض أن تكون مجهزة وتعمل في مختلف المناطق اللبنانية يوجد حالياً خمسة مراصد عاملة هي بحنس ودير حوقا في الشمال وبئر حسن في بيروت وحاصبيا ودير القمر في الشوف".

وشكا حمزة من غياب الاعتمادات اللازمة لتركيب محطات رصد جديدة وإجراء أعمال الصيانة للمحطات الحالية، مشيراً الى أن "بعض مراكز الرصد التي كانت تعمل تعرضت للسرقة، ما أدى الى توقفها". وأضاف حمزة "أبلغت رئاسة مجلس الوزراء بواقع الحال وطلبت رصد الاعتمادات اللازمة لمركز الجيوفيزياء، لأنه لا يمكن أن يطلب منا أن نحدد بدقة الانشطة الزلزالية في ظل الامكانيات المتواضعة جداً التي نعمل بها". كذلك أعلن أن "الدفاع المدني والصليب الاحمر والهيئة العليا للإغاثة قد وضعوا في حالة جاهزية بعد وقوع الهزة، آملاً أن تكون جميع الادارات والاجهزة المعنية بإدارة الكوارث ضمن الجاهزية المطلوبة في حال وقوع هزات جديدة وبقوة أكبر".

وفي حديث صحفي اخر، اوضح حمزة أن لبنان شهد منذ منتصف الليل وحتى الساعة التاسعة من صباح أمس 6 هزات أرضية إحداها بقوة 4.1 درجات أما الهزات الأخرى فهي ارتدادية، فيما لم يشعر الناس الّا بهزّتين منها، ولفت الى ان الهزّات حصلت بالقرب من فالق روم في منطقة إقليم الخروب، وقد شعر بها سكان الجنوب وإقليم الخروب وبيروت وبعبدا والمتن. وأوضح أن الهزات تحصل نتيجة تصادم الطبقات الأرضية الجوفية بسبب زيادة الطاقة، وهذا يحصل على أعماق تتراوح بين 5 و50 كيلومتراً تحت سطح الأرض، لافتاً الى ان الهزّات التي حصلت أخيراً كانت سطحية على عمق لا يتعدّى الـ 5 كيلومتر، ولهذا السبب خلّفت صوتاً قوياً وشعر الناس بها على مسافة كبيرة امتدّت من إقليم التفاح الى المتن الأعلى، رغم انها كانت خفيفة نسبياً.

وإذ أوضح، بأن ما حصل هو بداية نوبة زلزالية، أكّد ان لا قدرة للعلم على توقّع حصول الزلازل والهزّات مسبقاً أو عدم حصولها، ولكن عادة ما تتبعها هزّات مماثلة، أو مئات الهزات الإرتدادية كما حصل في العام 2008، في منطقة صريفا وحوض الليطاني، حيث سجلت نحو ألف هزة، ما عكس وجود نشاط زلزالي كبير، لذا من واجبنا التنبيه الى ضرورة أخذ الحيطة والحذر.

وأوضح حمزة أن لا ضرورة للهلع، فمعظم الهزّات الإرتدادية تكون خفيفة ولا يشعر بها الناس، ولكن لا بد لمن يقطن منازل مهددة بالسقوط أو متشققة من أن يأخذ الحذر، لأن أي هزّة قد تهدمها.