هي المرّة الأولى التي تطرق أزمة من هذا النوع باب لبنان، وتختلف عن سابقاتها في هذا البلد الذي تعود على كل أنواع المشاكل... وهي لا تحمل الطابع الأمني أو الإقتصادي، إنها مشكلة طبية وأساسها نقص في لقاحات شلل الأطفال لدى القطاع الخاص.

هي المرة الأولى منذ حوالي أحد عشر عاماً التي يعاني فيها لبنان من نقص في أحد عشر لقاحاً لشلل الأطفال ولكل الأعمار: اللقاح الخماسي، وهو عبارة عن جرعة تطعيم واحدة تحتوي على مكونات فعالة في الوقاية من خمسة أمراض وهي تطعيم أو لقاح الدفتريا D، الكزاز T، السعال الديكي P، لقاح الهيموفيلوس انفلونزا ب Hib، والتهاب الكبد ب HepB كما من اللقاح السداسي الذي يتضمن لقاح الدفتريا D الكزاز T، السعال الديكي P، الهيموفيلوس انفلونزا ب Hib، التهاب الكبد ب HepB، شلل الأطفال العضلي IVP.

قلّة انتاج اللقاحات في العالم

يشدد طبيب الأطفال ​فيليب شديد​ على ضرورة أخذ هذه اللقاحات لأنها تمنع من الإصابة بأمراض أساسية الا وهي الحصبة والحصبة الألمانية والـ"أبو كعيب". ويشرح عبر "النشرة" أنه "لدى سؤاله عن سبب غياب هذه اللقاحات لدى القطاع الخاص جاءه الجواب بأن الشركات في العالم تنتج عددًا أقل من المطاعيم فيما الطلب عليهم في لبنان أكبر من السابق". ويشير الى أن "عدداً من مرضاه يسافرون الى الخارج كقبرص واليونان وغيرهما من الدول لإحضار اللقاحات"، ويتساءل "إذا كان هناك قلّة إنتاج في العالم لهذه اللقاحات فلماذا غابت في لبنان فيما هي متوفرة في دول عديدة في الخارج يقصدها بعض من مرضانا لإحضارها من هناك؟"

اللقاحات متوفرة لدى ​وزارة الصحة

صحيح أن هذه اللقاحات غابت من العيادات الخاصة الا أنها متوفرة لدى وزارة الصحة ومراكز الرعاية الصحية. وفي هذا الإطار يشير شديد الى أنه "راجع وزارة الصحة بالموضوع وهي أكدت له أن عدداً من اللقاحات موجود في الوزارة ومن يريد من الأطباء يستطيع إرسال مرضاه اليها أو الى مراكز الرعاية الصحية لأخذ الحقنة اللازمة التي ستسمح الوزارة للقطاع الخاص بأخذها".

غياب لدى القطاع الخاص

بين القطاع العام والخاص فارق، ففي الأول لم ننقطع من أي لقاح بحسب ما تشير المسؤولة في وزارة الصحة رندا حمادة لـ"النشرة". وتلفت الى أن "لقاح الحصبة والحصبة الالمانية وابو كعيب واللقاح السداسي غير متوفرين في القطاع الخاص ولكنها موجودة في وزارة الصحة وفي المراكز التابعة لها". وتؤكّد أنّ "الوزارة أصدرت تعميماً الى القطاع الخاص لتزويده بلقاح شلل الأطفال الفموي وهو عبارة عن فيروس شلل الأطفال غير النشط (الميت)، ولقاح الحصبة مجاناً، بمعنى أنّ الطبيب يرسل مريضه إلى أيّ مركز للرعاية ليأخذ اللقاح وبعدها يقوم هو بالمعاينة في عيادته بالتالي لا يرتب ذلك على المريض أي بدل مادي بالمقابل ويدفع للطبيب فقط بدل المعاينة". وتشرح أن "الوزارة لا تستطيع أن تؤمن كل اللقاحات للقطاع الخاص لأن الأخير يشتري من السوق المحلي".

للضغط على الشركات الخاصة

يرى شديد صعوبة في إرسال الأطفال الى المراكز التي تخص وزارة الصحة تحديدا أو حتى الى الوزارة نفسها، ويتساءل "هل تستطيع هذه المراكز أن تستوعب كل الأعداد التي سيرسلها لهم الأطباء من العيادات الخاصة؟" ويطالب "الوزارة بممارسة المزيد من الضغط على الشركات الخاصة لتأمين اللقاحات اللازمة الى العيادات الخاصة". بدورها أكدت حمادة أننا "لا نستطيع تأمين كل اللقاحات للعيادات الخاصة مجاناً وفي نفس الوقت يتقاضون مقابلها"، وتضيف: "لكننا تواصلنا مع الشركات التي تؤمن اللقاحات وأبلغناهم بضرورة معاودة تأمينها للعيادات الخاصة".

غابت بعض لقاحات شلل الأطفال من العيادات الخاصة ويبقى على وزارة الصحة أن تمارس الضغط الكافي على الشركات لتزويد الأطباء بهذه اللقاحات... وبالانتظار يستطيع أي طبيب أن يرسل مرضاه الى الوزارة او الى اي مركز صحي قريب لأخذ لقاحات شلل الأطفال مجاناً بدل تركه دون لقاح حتى يتوفر في عيادته.