أكد حسين أبو خضير، والد الشهيد ​محمد أبو خضير​ لـ "اللـواء"، أنّ مَنْ أقدم على تنفيذ جريمة اغتيال نجله بإحراقه حيّاً بعد تعذيبه على أيدي المستوطنين الإسرائيليين هم "نازيون اختطفوا محمد في قرية شعفاط، وهو متوجّه لأداء صلاة الفجر في شهر رمضان المبارك، وارتكبوا جريمتهم البشعة التي يندى لها الجبين".

كلام أبو خضير جاء في تصريح لـ "اللـواء"، إثر وصوله مع زوجته إلى بيروت، قادمين من القدس المحتلة عبر عمّان، بدعوة من سفارة دولة فلسطين في لبنان، للمشاركة في سلسلة نشاطات تُقام في لبنان، ومنها عقد مؤتمر صحفي لإطلاع الرأي العام على تفاصيل الجريمة البشعة، التي ارتكبها مستوطنون إسرائيليون، بتغطية من جنود الاحتلال، بحق الشهيد محمد أبو خضير (16 عاماً)، الذي أحرقه المستوطنون الصهاينة حيّاً بعد تعذيبه.

وأوضح "أبو رائد" أنّ "قضية محمد تُتابع في المحاكم الإسرائيلية، وفي حال عدم الحصول على حقّنا من القضاء الإسرائيلي - حيث لا نتأمّل من هذا القضاء خيراً - سنرفع قضية عن طريق "الأمم المتحدة"، وذلك بعدما زارنا عدد من النوّاب الأوروبيين، وزوّدونا بأرقام هواتفهم للتواصل معهم، من أجل مساعدتنا على رفع دعاوى في المحاكم الدولية، إذا لم نحصل على حقنا في المحاكم الإسرائيلية".

وألمح الوالد المفجوع إلى أنّ "محمد، هو الفتى الخامس بين أشقائه السبعة، ويبلغ من العمر 16 عاماً، وكان مواظباً على أداء الصلاة جماعة في المسجد، وحتى صلاة الفجر، وكان متّجهاً لأداء صلاة الفجر كما اعتاد في كل يوم، ولكن اعترضه مستوطنون إسرائيليون، وقاموا باختطافه وتعذيبه قبل حرقه وهو حي".

وأشار إلى "أنّ هناك محاولات تسويف ومماطلة قامت بها شرطة الاحتلال، رغم وجود كاميرات مراقبة على أبواب المحال التجارية في المكان، توثّق جريمة الخطف، كما شاهد أصدقاء محمد المستوطنين يُدخِلونه بالقوّة إلى السيارة، فيما كان محمد يصيح مستغيثاً: بابا... بابا".

وأضاف: "عندما تلقيّنا الخبر شعرنا بحزن عميق، وكان ذلك فجر اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك، حيث أبلِغنا عن اختطافه، ومن ثم العثور على جثته متفحّمةً في أحد أحراش غابة دير ياسين القريبة من شعفاط، داخل الخط الأخضر شرقي القدس".

يتنهّد الوالد وفي قلبه غصة: "لم نتصوّر أو نتوقّع أنّ ابننا محمد سيستشهد بهذه الطريقة، وتبيّن أنّ هناك حروقاً بليغة جداً تغطي أكثر من 90% من سطح الجسم، كما تعرّض رأسه للضرب، وأدعو الله سبحانه وتعالى أنْ ينتقم منهم".

وتابع: "هذه الجريمة النكراء لا يُمكن أنْ ننساها، وسنواصل متابعة القضية، ونحن في زيارتنا إلى لبنان، حرصنا على أنْ تكون زيارتنا الأولى إلى أضرحة الشهداء الذين ضحّوا من أجل القضية الفلسطينية، وستكون لنا سلسلة من النشاطات في لبنان، بما في ذلك المخيّمات، لعرض الوثائق التي تؤكد أنّ المستوطنين اختطفوا محمد وارتكبوا جريمتهم البشعة بحقه، ومن أجل المطالبة بمتابعة هذه القضية لدى الرأي العام ولدى القضاء الدولي".

وأشاد "أبو رائد" بـ"التعاطف العربي والإسلامي حول قضية محمد، وخاصة الفلسطينيين في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشتات الفلسطيني، فقضيتنا قضية عادلة، ولن يكرّس حقنا دون دماء الشهداء وتضحياتهم التي هي منارة من أجل عودة الفلسطينيين إلى الأراضي التي هجروا منها".

أما والدة الشهيد محمد "أم رائد"، التي ربّته على تقوى الله عزَّ وجل ولم تتخيّل أنْ تمر بمثل هكذا محنة، علّقت بالقول: "لم أكن أتخيل أنْ يلقى هذا المصير بهذه الجريمة البشعة، التي تؤكد نازية الاحتلال الإسرائيلي.. ولكن الحمد لله هو شهيد عند الله، واستشهد في شهر الصيام، وهو متوجّه لأداء صلاة الفجر جماعة".

وزارت عائلة الشهيد أبو خضير سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور في مقر سفارة فلسطين، ثم مقر قيادة حركة "فتح" في بيروت في مخيم مار إلياس، حيث شرحت معاناة أهلنا في فلسطين، وخاصة في مدينة القدس، وما يعانون من الإجراءات التعسفية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والمدينة المقدسة.

واطلعت من أمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش على أوضاع ومعاناة الفلسطينيين والمشاكل الحياتية التي تعترضهم.

بعدها قام الوفد والإعلامي هيثم زعيتر وعضو قيادة إقليم لبنان لحركة "فتح" الدكتور سرحان سرحان وقيادة بيروت بزيارة أضرحة شهداء الثورة الفلسطينية في بيروت، وبوضع أكاليل من الورد على النصب التذكاري لشهداء مخيّم تل الزعتر، وضريح الحاج محمد أمين الحسيني، ومن ثم جالوا في أرجاء المقبرة، وقرأوا سورة الفاتحة قبل أنْ يغادروا إلى مخيّم برج البراجنة، حيث كان في استقبالهم أمين سر وأعضاء الشعبة وكوادر وضبّاط الأمن الوطني الفلسطيني في المخيّم، واطلعوا عن كثب على الظروف المعيشية للفلسطينيين..

الجولة الأخيرة للوفد كانت في مخيّم شاتيلا، حيث استُقبِلَ من قِبل قادة حركة "فتح" وفصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" في المخيّم.

وسيعقد الوفد مؤتمراً صحفياً عند الحادية عشر من قبل ظهر اليوم (الجمعة) في دار الندوة – الحمراء – بيروت.